٢٠٠٨-١٢-٢٧

ناس الغيوان

...
الله يــــــا مولانـــــا ....... حالي ما يخفاك يا الواحد ربــــي
سبحان الحي الباقي ....... سبحانك يا إله جود اعلـــــــــــي
بك عمرت السواقي ....... ونحلتي في نواورك مرعيـــــــة
...


اكتشافات متأخرة
قرأت عنهم عدة مرات وشاهدت عنهم فيلما تسجيليا من فتره في قناة الجزيرة... لا معلومات أكثر من ذلك حتي تعرفت عليهم بالأمس القريب
ناس الغيوان ... موسيقي الثورة .. أم الثورة من خلال الموسيقي ..
أجمل وأوقع مما تخيلت ... وأعتقد أنه لم يتحقق لهم الأنتشار في مصر كما يجب ربما بسبب اللغة ... أو ربما بسبب السطحية التي غزت شكل الموسيقي والغناء المصري منذ السبعينات وحتي اليوم


تعد هذه المجموعة المعادل الجمالي والفني لآلام الشعب المغربي وآماله، فيصعب أن تسأل شابا أو مثقفا أو طالبا عن ناس الغيوان فلا يجيبك، فمهمومة، وغير خودوني، ونرجاك أنا، وسبحان الله صيفنا ولاشتوة، وضايعين ضايعين، والهمامي... وغيرها كثير من أغاني ناس الغيوان تتردد على ألسنة فئات متعددة ومتنوعة من أبناء الشعب المغربي، بل أصبحت هذه الأغاني في مرحلة معينة من تاريخ المغرب، ومازالت هي ملاذ هروب واحتماء، من سياط الفقر وقلة ذات اليد، وانعدام الحريات، وإهانة الإنسان... والمثير في مجموعة ناس الغيوان أنها استطاعت أن تكسب نصوصها الغنائية خلودا فنيا مثيرا، أولا من حيث احتماليتها المضمونية، وثانيا من حيث قوة أدائها الموسيقي، فالاحتمالية المضمونية تتجسد في إقبال الناس عليها باختلاف طبائعهم وأيديولوجياتهم وطموحاتهم. من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


ناس الغيوان.. صدى سنوات الجمر المغربية
http://www.islamonline.net/arabic/arts/2005/05/article07.shtml

٢٠٠٨-١٢-١٣

فوضي الفضائح


الأربعاء 10/12/ 2008
جريدة الدستور: هل المصريون بتوع فضائح
أخبار الحوادث: لماذا أصبح المصريون يحبون الفضائح
الجمعة 12/12
الأهرام المسائي: الكاتب السعران
طلاق ملك مصر السابق
وقبلها تشهير واتهامات في قضيه القتل الأخيره التي هزت الشارع المصري .. وفضائح بلا أدله قبل أن يضع الأمن كلمته
ومن فتره كنت قد قرأت مجموعة مقالات عن حياة شخصية عامة ولها وزنها وقيمتها http://yasser-best.blogspot.com/2008/09/5.html يذكر الكاتب -وهو شخص أجله- جزئيه أن هذه الشخصيه عرف عنه أنه يشرب الخمر مثلا .. فيترك الكثيرين ايجابيات الرجل ويمسكون بهذه النقطة -الفضيحه- وكأنه كان يعيش في جنة الله مع الملائكة الخالصين وهو المخطئ الوحيد (من وجهة نظرهم طبعا) .

ينشغل العالم بالأمور الشخصية وينصب نفسه قاضيا علي الأخر ويترك ما هو أهم ... أليست أمورنا الشخصيه وإصلاحنا لأنفسنا هو الأهم؟

حالنا هذه الأيام أصبح ظاهره تتناقلها الجرائد ووسائل الإعلام ... الأنشغال الدائم من فضيحه لفضيحه ومن كراهية ونقد لكراهية اعظم .. تركنا أنفسنا نذوب في مشكلات الأخرين حتي ننسي مشاكلنا ونري عيوب الأخرين حتي ننشغل عن عيوبنا .
ولو كان لكل منا خطيئة من وجهة نظر الناس فالفرد وحده هو من يتعامل مع أفعاله طبقا لمقدار صراحته ومصالحته لذاته ولقيمه العليا
لا قوانين في حوارات الذات فمقياس الشرف والأمانه بل الحق أيضا أصبح مطاطا هذه الأيام
هناك من يكذب إلي أن يصدق نفسه فلا يري الحد الفاصل بين الصراحة وبين الكذب علي النفس .
ومن يزني يجد لنفسه المبررات جاهزة ومعده مسبقا سواء بالحب أو الاحتياج أو الحرمان .
ومن تعلن انها شريفه وتتمسك بهذا الحد من الشرف تعاير به الأخريات حيث أن كل من واقعها لم يلمس بكارتها .
من يرتشي ويعلنها بكل وضوح أنه غير مخطئ فهو يأخذ حقه بيده .
من يجادلك في الشارع من بائعين وسائقين في حق ليس له ويطلب الزياده بمنتهي التبجح ويحملك وحدك ذنب انهيار اقتصادي عالمي .. أو حتي محلي .
أما أخر الخطايا بل كان لابد أن يكتب كأولها من يخون وطنه ويري نفسه مناضلا من أجل الحريه والعداله الاجتماعيه ... أولئك الذين يتكلمون بأسم الأديان سواء مسلمين أو مسيحين وينشرون العصبيه والقبليه لم تكرهون بعضكم لهذه الدرجه ألا ترون أنكم من نفس النوع وبنفس الخلفيه العقليه ... هل تكرهون الأخر لأنكم ترون صورتكم فيه ولا تستطيعون الجهر بكرهكم لذاتكم فتصبونه علي الأخر؟
لماذا تشغلون الناس عن قضاياهم الاساسيه بالحقد والكراهية للأخر؟
أنتم أيها المنسلخون عن مجتمعهم وتحلمون بالمدينه الفاضله وتتمسحون بأول هويه تصادفكم ...
كيف تريدون مدينه فاضله حكرا علي أفكار أحادية الاتجاه
المدينه الفاضله هي حيث التعايش والتسامح والفرد من أجل الجماعه
أعلم جيدا أن كلامي هذا لنفسي فقط ولن يسمعه أولئك الذين لا يرون إلا مصالحهم الشخصيه - من يضللوا الناس عن مشاكلهم فلا يفكرون أو يحاولوا فرض اتجاه سياسي أو ثقافي أو اجتماعي عليهم - ولكني رغم ذلك أقر لهم أننا لن نري حياه فاضله وبيننا من يبث سموم الكراهية والأخذ والنقد الهدام الذي لا يورث سوي اليأس .

البوست تراكمت لأكاذيب يوميه وتضليل عقلي من شخصيات عامه وخاصه ومدعي الثقافة والعلم في كل مكان من هذا الوطن
...

٢٠٠٨-١٢-٠٦

كل عام وأنت بخير



بينما أنت في طريقك تحقق نصرى ... أقصد نصرك
أقف خلفك ألوح لك وأتمني وأنا أعلم أنك تراني
سوف احتفظ بالكلمات وملابس العيد وبعض الحلوى إلى أن تعود
أيها الوطن .. أو الحلم ... أو الرجل
خلفكم جميعا أقف
فلا تغيبا طويلا ... فلا يحل العيد

٢٠٠٨-١١-٣٠

مصر هاتفضل غاليه عليا


أينما ذهبت هذه الأيام تطاردني كلمات الشيوعيين والأفكار الاشتراكيه
بدايه من كتاب صنع الله إبراهيم يوميات الواحات الذي يحكي فيه تجربه شاب اشتراكي في معتقلات عبد الناصر
هذا النوع من الكتب يوثق تاريخ غير معلن لفترة من أشد الفترات حساسية في تاريخ مصر الحديث .. حيث مازال الكثير من الأوراق مخبأ ولم يحن الوقت لكشفه بعد, وكل ما يعرف عنه هو روايات أصحابه
تلك الفترة التي قال عنها الكبار أن الأخ كان يخشي من الحوار مع أخيه فتسمعه الجدران ثم يأتي زوار الليل ليتولوا عملهم.
أسماء لامعه فؤاد حداد ورفعت السعيد وجمال الغيطاني وصبحي الشاروني أستاذ تاريخ الفن وغيرهم كثيرين .... كلهم رفقاء كفاح هذه الفتره جمعهم نفس الفكر ونفس الظروف اليوم حين تنظر في وجه واحد منهم تري نفس النظرة التي لا تعرف هي حزن أم عمق أم خيبة أمل
والمؤلم أنه اليوم حين أتيحت لهم الفرصه لتعلو أصواتهم بفكر أو رأي كان كل من الشباب والحماس قد ولي وفات

لاحقا صديقي اشتراكي مصري الذي يكرر دائما جمله ستالين " في السهول المنبسطة تبدو أكوام الرمال كالجبال الشاهقة"
أسقطها علي نفسي وأجدني في الحقيقة لا شئ يذكر سوي أني دائما أتواجد في أراضي منبسطة
وأسقطها علي أشياء كثيرة حولي بدايه من برامج التليفزيون إلي الأغاني إلي خروجات هذه الأيام
ثم إلي الفراغ الذي يدوي صفيره في أذني كلما حاولت الحديث في موضوع مفيد او هام او احتاج فيه الي توضيح مع أحد وحوارات الطرشان القائمة بين مدعي الثقافة هذه الأيام حيث أننا لا نمر بكارثة هذه الأيام ننشغل بها فيكون النصيب الأكبر من المناقشات حول مشكله غزة ودورنا فيها

يعلق شاب لبناني الجنسيه – ربما مستفز مثلى - علي موضوع في الفايس بوك حول دور الأخوان هذه الأيام في مصر وصراع اليساريين معهم فيقول "ليه المغلوب ما بيلعبش غير مع مغلوب"
القصة وما فيها انو الأخوان المغلوبين بيلعبوا مع الكبار ولا نتيجة
واليسار المغلوبين ايضا لا يبحثون الا على المغلوبين ليلعبوا معهم ... هذه هي القصة
أراه حكيما في وصفه لوضعنا هذه الأيام واتناقش معه ليلقي لي بتحفته الثانيه:
دائماً أتذكر مقولة لينين بأن الجماهير لا تنتفض إلا نتيجة حس غريزي.
مقولة يترجمها حمزة على طريقته الفلاحية "يعني يلي طالب الوعي من الجماهير متل طالب الحليب من التيوس".
ويضيف ... هموم الفرد غير هموم الامة.... يبقى ان الملتزم دينيا ينال نصيبه من الوعي الاخلاقي والايماني شرط ان لا يستغل هذا الوعي في حسبات سياسية وصفقات
نسيت قلك صباح الخير

نعم صباح الخير يا مهند ... في محلها
فعلا أحاول أن أفيق
كل هذه المشاكل في وقت واحد... همومنا الشخصية النابعة من مشاكلنا النفسية كأفراد ... ناس محتقنه بسبب الحاجه فتأكل بعضها البعض ... أجيال متطلعه تربت علي النظر إلي ما في يد الغير جاهزه لاغتصاب كل شئ في أول فرصه
جماهير بلا وعي صحيح في أي شئ ... وصايه أبويه في جميع المواقع ... تسلط ديني يفرض نفسه علي جميع المستويات
أشياء لم أترجمها قديما حينما كنت اتناقش مع أبي في فكره لماذا نري ناس بهذا الحال من الفقر وأين عدل الله في هذه الدنيا ... كان رده دائما علي غرار " ولو شئنا لجعلناكم أمه واحده"
هذه الأيام أكتشف أن الأمر ليس كذلك فقط ... ليست فقط إرادة الله إنما إرادة بعض البشر وخنوع البعض الأخر
وفي النهايه لا مكان في العقل ليستوعب كل هذا ... كأننى جهاز كمبيوتر يحتاج إلي إعاده فورمات

...
ملحوظه اصحابي ضحكوا عليه لما طلبت من خطاط يكتب الجمله اللي فوق ودفعت له 5 جنيه...
قال مصر مش مستاهله 5 جنيه !!!!

٢٠٠٨-١١-٢٠

مدينة ترعي الحب


أيتها المدينة التي تلقي بتعاويذ الشغف علي أولئك المسافرين إليك من أماكن بعيدة
تضيقين بي رغم رحابتك حين يعود إلي مدينته الرفيق
أتذكر دوما طرقاتك الملونة حين نقطع الصباحات بحثا عن مقهي قديم
وأيام اختار فيها سكانك البقاء في منازلهم ليتركوا لنا الشوارع والشمس والبحر
حتي الشاطئ البعيد تركه العمال والزوار كأنه صفحة مفتوحة من كتاب
والسماء إضاءة مدروسة في عرض مسرحي ينتظر دخول الممثلين
فقط أنتَ وأنا والطيور .. وأبيات من الشعر الغير منظم تنطلق في الهواء
عاملات المقهى الغاضبات لسن جميلات.. وطفل أسمر يستجدى ثمن الحلوى.. ونحن نضحك
حجر أزرق صغير في إطار من الفضة ليخترق عيون الحاقدين علي الابتسامة
وجة اخناتون مبتسما أمامي ... وترفض أن تلتقطك عدستي الصغيرة
أوافق ... فمثلك لا يظهر في صورة للذكري
وقبل الرحيل بدقائق اشتاق إليكَ كثيرا وتدمع عيني .. علي اعتبار ما سوف يكون
فأنتَ بين لحظة الحزن وسقوط الدمعة يد تلتف حول كتفي وفم يطبع قبلة سريعة علي الجبين
....

٢٠٠٨-١١-١٤

الباحثات عن الحرية (1)


بابتسامها الرقيقة وعيونها الصغيرة اللامعة وقفت في محاضرة لتقول أنها اكتشفت الخطاء وأين بالتحديد ظهر فساد حياتها .. أيام أن كانت تترك نفسها لتذوب في الاخر فلا هي تجد نفسها ولا يحسها هؤلاء الأخرون
في العمل وفي الحب وفي الصداقة
أما الأن.. فلها كامل حريتها في اتخاذ قرارتها كشخص مستقل وليس تابع لكيان عائلي أو لفكرة رجل
سواء فكريا أو ماديا أو اجتماعيا ..
تعتبر أن أنجازها الأول هو بيتها الخاص .. ومعه حريتها - هذا الحق الذي اخذته - أصبح مصدر رضاها عن نفسها
الحقوق لا تُمنح ... الحقوق تؤخذ... هكذا قالت
تري نفسها أضاعت سنوات طويلة كخير السماء الذي يظن الناس أنه حقهم المكتسب
المطر خير لهم ... والظل نعمة عليهم .. والشمس والقمر والنور والسكون كلها مسخرات لهم من معطيات الله .. أما هي فلا تملك ملك الخالق لتظل تعطي للأبد
قابلتها وقد جاوزت الأربعين وماتزال جميلة وحيده في بيتها وقد تعلمت أن العطاء يجب أن يكون بمقدار
.........
في جانب أخر يحكي عنها صديقي المثقف سرا بيني وبينه... والذى كان أحد رجالها... أنها خدعة وكلامها عن الحريات يبدو أكبر مما يعني فلا تصدقوها... فقط كنت أسايرها لأنها أنثى جميله لا لتلك الشعارات التي ترددها
...

٢٠٠٨-١١-١٢

مطلوب مواطن مصري


تقابله تلقي الثورة من أول جمله ... والردود سريعة واضحة بلا لف ولا دوران
أتعلم حاجه بيحبها .. وبيشتغل في حاجه بيحبها
وبعد شويه تستغرب ده عنده كام سنه ... ابتسامة الأطفال الفظيعة
لسه بيعرف يضحك .. من غير ما يقول نكت .... مجرد ما يعلق علي مواقف في منتهي الجدية يضحكك علي سفه الأخرين الواضح وبنتعامي عنه
عنده طول اللسان جاهز لحل المواقف في وقت اللزوم .. ولا يخنع في حق ليه
وقت الحياة يقعد علي القهاوى يفهم حال الناس ... يأكل مع الفلاحين علي الارض ويسمع كلامهم
اشتراكي بعنف .. يساعد الغلابه ويموت ناقص عمر من حمل المسئولية وشيل هم الناس والجري ورا مصالحهم
لكن ولا تؤاخذه مش هيتنازل عن حاجه يملكها لأي حد ... لأنه مش ده الحل .. الموضوع مش حسنه هنوزعها
يعرف يقول يا ناس أشتغلوا علي نفسكم... ماحدش هيأكلكوا .. ولو حصل مش هيكون لفترة طويلة
ارستقراطي كمان وحاجات على بعض غير مفهومة ... لسه بيسمع مزيكا
العمل عنده للانتاج مش سبوبة علي ما تفرج ... لأنه أخلص العمل واتتحرر من ذل الحاجة
ليبرالي ... يطالب بالحرية الحقيقية وليست حرية الشعارات
الضعيف يقول أنه مش شبهنا !!!
يقدر يسمينا شيزوفرنيا ... ويقول علينا عندنا هوس جنسي ... وهو صريح مع نفسه ومع الناس
فاهم الدنيا جوه وبره ... مغرور مافيش مانع ...
يقولك كلام كبير يلحم الاقتصاد فى الاجتماع فى البنى الفوقية
وبعدين يكمل ويقول ... الكلام ده مايعرفش يعمله غير حد بيحب بلده .. زيي كده
..
مغرور بأنه مصري
...

٢٠٠٨-١١-٠٩

ما بعد الحداثة


إن عرض فكر "ما بعد الحداثة" ومناقشته في حيز الثقافة العربية – المصرية بصفة خاصة - التي لم تمر بمرحلة الحداثة بعد يبدو موضوعا للترف الفكري حيث أننا نعيش في واقع اجتماعي واقتصادي وسياسي هو من ما قبل الحداثة أصلا ... أما مسمي ما بعد الحداثة هو أسم جيد مطابق لحالات كثيرة من واقعنا اليومي المعقد
فمن مراقبة لعده مشاهدات متتالية سواء في مجال العمل أو العلاقات الاجتماعية يمكن تقسيم المجتمع فكريا إلي نوعين ومهما تعددت أنماط السلوك أو اختلف المستوي المعيشى نادرا ما أجد أحدا يخرج عن هذين النوعين حتي من يحاولون ويدعون أنهم ليسوا نمطيين
النوع الأول .. متحررين ظاهريا يحملون قيم وعادات مختبئة في اللا وعي.. هي عقد في صورة حقوق لهم تتم المطالبة بها حين الضغط علي مفاتيح الشرف والاقتراب من سيرة المحارم وطبعا يتم تطبيق ذلك أيضا علي التعاملات المالية وأسلوب الصرف والسلوك الاستهلاكي.
موقف .. في أحد المطاعم الامريكية الاسم يتكلم العمال باللغة الأنجليزية مع العملاء من لحظة دخول المطعم وحتي الخروج ( هي سياسة الإدارة ) .. المطعم في وسط المدينة وغالبية الزوار أشخاص عادين (طبقة متوسطة) لا تبدو عليهم مظاهر الترف الناتج عن وظائف مرموقة أو أسر ثرية إلا بعضا من شباب الجامعة الذين تبدو عليهم ملامح الذكاء والأناقة معا
يقول أحدنا لا أعتقد أن نفس المطعم في فرنسا أو ألمانيا أو اليابان يتكلم عماله بالانجليزية.. وأكمل وقد عاد حديثا من الخارج أن المطاعم الأمريكية في أوربا أقل أنواع الأطعمة في الأقبال والقيمة.
إذا هي عملية منظمة من عقلنا الواعي واللا واعي لطرد الهوية المصرية من سلوكياتنا وعقولنا كشعب لا يمارس ولا ينعم بأي رفاهيات
كأنه حوار سري بيننا وبين الذات .. أيتها البلد التي تمنع وجودي علي خارطة العقول في هذا العالم سوف أمحوك حتي من قاموسي اللغوي .. ومرحبا بالغزو الثقافي وهؤلاء الذين يقهرونك ويحنون رأسك... هم أسيادك وهم أسيادي أتكلم لغتهم وأكل طعامهم حتي لو كلفني فوق طاقتي ... فأنا بذلك أساير العصر الذي أبعدتني عنه بجلوسك في صفوف العالم ما بعد الثالث وتركتني موصوما بالجهل والفقر معا.
النوع الثانى .. ملتزمين ظاهريا (ويكون المقياس للالتزام عادة هو اللجوء للإطار الديني) أولئك يحملون رغبات عميقة في التحرر وهم عادة ما سوف يخرقون القواعد والقوالب التي وضعوا أنفسهم فيها في أول فرصة ممكنة.
كبيت شعر للمتنبي يقول فيه أن الظلم من شيم النفوس .. وإن تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم
أري شخصيا أن التدين أو الالتزام المصحوب بتعصب نقيصة أكثر منه فضيلة – هو نوع من الهروب النفسي إلي قيم عليا بدلا من المواجهة وإعمال المنطق
وعلي نطاق أوسع اعتبر أن مظاهر التدين الشديد التي انتشرت مؤخرا في مجتمعات ما تحت خط الفقر في مصر هي قلة حيلة ودفاع عن النفس وأحيانا اختباء
هي صورة أخري للحوار مع الذات... بمعني .. في مرحلة كان العدو اسرائيل وكانت الحرب مادية أرض وسلاح وكر وفر ..
اليوم انتهت الحرب علي الأرض والعدو اختلف .. أمريكا التي تضغط علي العالم هي العدو الأكبر ... كيف نتميز عنهم؟
ببث فكرة التسامي الساذجة .. هم كفار... أما نحن فمؤمنين .. إذا فنحن الأفضل ولنريهم ذلك باللحية الطويلة ما شاء الله والملابس .. نحن متميزون ظاهريا إلي أن تنتهي تلك الفوضي ألا ترون؟
ولأننا غير قادرين علي التميز عمليا فلنتميز نفسيا ونترك الدنيا تسير كما هو مقدر لها بدلا من العمل علي تغيير واقعنا.
ولأننا أيضا غير قادرين علي استيعاب ما آل إليه العالم نري الأشياء المختلفة عنا مجرد فوضي .. دون البحث عن دور في ترتيب هذه الفوضي أو قبولها كفوضي منظمة وخلق مكان لنا بينها.
هي فجوة صنعتها وسائل الإعلام – التي بحكم التطور التقني تنقل إلينا مرحلة متقدمة جدا من تجارب الأخرين لم نمر بها ولكن فقط نري نتائجها - فرضت علينا بحكم التكرار ثم فرضناها نحن علي سلوكنا اليومي برضا تام نتيجة لنواقص فكرية واجتماعية مدعين بذلك مسايرة التطور .
غالبية الحريات الشخصية اليوم غير حقيقية هي إما وهم أو نمط سلوكي مفروض علي المجتمع... ومهما كان رد فعلنا سواء مع أو ضد فنحن لسنا فقط لا نملك مجاراة العالم بل وأيضا لا نحاول.

٢٠٠٨-١١-٠٥

كل عام وأنت بخير


لكل رقيق لا يستكبر أن يحس الحب ... ولا يلهيه العمل عن بسط مشاعرة

لكل من قال كلمة حب يعنيها لا لتباهي أو نفاق

وأولئك الذين يضيئون صباح النفس بوجودهم

لهذا الذي يسير في الدنيا باحثا عن ذاته... باحثا عن الاكتمال

وأخيرا ...

لكل من يبتكرون أعيادا للفرح في وقت عششت فيه الأحزان

...

٢٠٠٨-١٠-٢٩

الصخر والماء

فوق صخور الشاطئ بعد رحلة القفز من الأسوار والهروب من الحرس الخاص ومحاولة الدخول في الممنوع يصلان أخيرا إلي الماء يحذرها من السقوط علي الصخور الحادة فبشرتها لن تتحمل هذه الأسنان المدببة
ويلقي بملاحظة ... هذه الصخور الحادة هاجمها الماء كثيرا فتت أجزاءها الرقيقة وترك فقط الصلب والحاد .. قهرها الماء وأنتهكها لذلك هي تقف صلبة لتنتهك كل من يمر عليها
ثم يقول تعملين أنه هكذا البشر ... كل من تعرض لقهر يتحول إلي وحش يقطع في كل من يمر عليه يتخفي في ظاهره الحاد ليخفي ضعفه.. وأحيانا فشله.
لم أستطيع استخدام ألفاظة الأدبية الناعمة أوألفاظة الشريرة التي شرح بها الحالة ولا أستطيع أن أصف كيف كانت التلقائية ولكنه كان عميق ...
صديق استعرت كلماته لأنها لامست مكانا في نفسي ... وسمح لي أن أتشارك فيها مع أخرين

يكره الصخر فى أعماقه الماء
كما تحقد تلك المرأة الأم على ابنتها التى تحب
فى الصباح كنت ارقب كوبا من الماء فى اندهاش
بالأمس كنت ارقب حفرات فى جسد الصخر باندهاش
ذلك البحر الهادر الهادئ فى كوب الماء يثقب الصخر......... يفتته
تلك الام .. ذلك الاب ... ذلك الجدار الهش ..... يحمى ثقوبا فتتها الماء
الحقيقة
يخفون الحقيقة
وكما الصخر المفتت على شط الماء يحمى شرف صلابته بانه يتحدد
يتحدى أقدام العاشقين فى أخر المساء
ينتقم لشرف صلادته المزعومة من أقدام عاشقين صغيريين
ليحمى سوأه أن الماء الهادئ الهادر كشف خواءه الداخلى حطم اسطورة صلادته المزعومة
الحقيقة
الخواء
الأم والبنت والصخر والماء
الحب يثقب الصلادة يفتتها
والصخر يخشى كوبا من الماء
م/ حسام يوسف
....

٢٠٠٨-١٠-٢٣

كأنني نوت




إعلم أيها المتكبر أنك لن تري سعادتك بعينيك ما دمت لا تري بهما إلا ذاتك ..
لك عيون تدورفي كل الاتجاهات ... خُلقت لتري بها ما حولك
فلتسقطها علي تفاصيلي مرة أخيرة لتنتشي روحك ببهائي ...
فأنا الربة علي أرضي ... ُأسقط المطر الذي يروي وتتفرع الأشجار لتظلك بأمري.
وأنا ربتك الأولي.. ربة هاربة من برديات قديمة معي بقايا من الحكمة والسحر
تلك حقيقتي التي تكرهها ... الحقيقة التي تري فيها نفسك عبدا
.. فأنا لا أعاشر سوي رب مثلي قادر علي رعاية شعبي وحماية أرضي

يخرج من الشمس أيديها كل صباح لتربت علي كتف أبنائي
هذا الذي يغني كل يوم للنعناع والأطفال... رب لا يطال العبس جبينه أبدا
يوزع البذور والأناشيد بالعدل ويحمل الطعام للمجاذيب
رب لا يفزع ولا يمل السير في طرقات المدينة ولا يرهقه صوت الهدير
كرع الذي يغرب في أخر اليوم لينام في أحشائي حتي إذا جاء الصباح كان ميلاده الجديد



.....

٢٠٠٨-١٠-٢١

الإسكندرية بين حكاية الجد ورواية العاشق



روايتان بالأبيض والأسود عن الإسكندرية في فترة زمنية متشابهه
حكاية الجد (زهرة الخشخاش) لخيرى شلبى
ورواية العاشق (لا أحد ينام في الإسكندرية) لإبراهيم عبد المجيد
كان وما زال من الصعب محاولة الحياد في وصف الروايتين .. خاصة أنها أعمال إنسانية وبها بعض التفاصيل التاريخية والتوثيقية.
فمع ذاكرة ضعيفة أتذكر بوضوح إحساسي بالإحباط الشديد فور إنتهاء قراءة زهرة الخشخاش حيث النهاية السعيدة للأخيار والجزاء العادل للأشرار مع أنه علي طول الروايه لم أجد أخيار علي الأطلاق ...
الموضوع تلخص في إنصاف الفتي المتعلم من أصول ريفية بخروجه إلي دائرة المجتمع العامل المثقف في نهاية الرواية كنوع من الإعلاء لنتائج ثورة يوليو 52 في تصفية المجتمع المصري من أغنياء ما قبل الثورة وليس أكثر
الرواية حصرت الاسكندرية في شارعين وبيت ومكتب وأعمام مهاجرين من الريف وعلاقات بين المصرين واليهود المقيمين حيث يصورهم الكاتب علي انهم مصدر كل الفساد الأخلاقى والأنفلات والغش التجارى في هذا العالم في حين أنه في هذه الفترة كان السلام بين الطوائف هو من أهم سمات المجتمع السكندرى.
الروايه تصف حياة طبقة فوق المتوسطة في مرحلة كان فيها الفقر من نصيب عامة الشعب... وتكشف ما وراء الأبواب التي يدخلها البطل الفلاح الصغير الذي يعاشر المدينة لأول مرة ... ويتعايش مع الأسياد ويشارك تفاصيلهم من بعيد بسبب الاحتياج المادى في البداية ثم الطموح بعد ذلك.
في مرحلة أراها من أهم مراحل تكوين مصر الحديثة - حيث روح الثورة بدأت تدخل القلوب والمتعلمين زهور تتفتح - لم يوجد نموذج واحد قدوة على طول الرواية والأحداث كلها في تسلسل قدري بحت .. من صدفة لأخري ولا ملامح للعالم خلف أبواب الأبطال المغلقة دائما
وفي نهاية القصة تصفو الحياة أخيرا للبطل وينتقل للسكن من بيت الأشرار لمكان هو بالنسبه له حلم يتحقق ... علي بعد أمتار من سكنه القديم بيتهم الذي يراه من نافذته الجديدة كل يوم..
هي حكايات الجد يختصر الأماكن ويركز علي الأفراد.
رواية بديكورات داخلية.. قليلة المشاهد الخارجية ... رأيت الإسكندرية في الرواية مهمشة وكان من الممكن استبدالها بأي مدينة أخري دون الإخلال بسياق الأحداث .. لا أماكن واضحة تحمل ذكريات ولا علاقات البحر المتوسط الدافئة التي تصهر جميع الجنسيات وجميع اللهجات لتعطي لون ومذاق الإسكندرية الحق.

...


لا أحد ينام في الاسكندرية ..

رواية تأرخ للإسكندرية في الفترة من بداية إعلان الحرب العالمية الثانية وإلي يوم إعلان إنتهاءها حيث ظهر إسم الاسكندرية علي خريطة العالم وكان موضع انتباه وكيف أقحمتها أنجلترا في الحرب, كذلك تستعرض الرواية شكل الإسكندرية وأحياءها الشعبية وتفاصيل الحياة اليومية في فترة الأربعينات. كما جسدت الانصهار بين المسلمين والمسيحين الذي طالما اشتهرت به الاسكندريه. التسامح والقبول لكل ما هو إنسانى.
في الرواية الناس متعاطفين مع بعضهم ساعة اليسر وساعة الغارة وساعة الهجرة.
ومازلت الإسكندرية هكذا حتي اليوم صعب أن تحس فيها بفجاجة الانتقال بين الطبقات الاجتماعية كما فى مدن أخرى .. الفروق الاخلاقية ربما غير واضحة .. لعل السبب فى هواء البحر وكمية الأزرق في الألوان التي تسيطر علي الأماكن... وتلك الرائحة التي يعرفها الغريب عند دخوله المدينة وتصبغ علي الجميع هدوء نفسي وصفاء.
أولئك الموعودون بالغربة ... علاقة حميمة ودفء بين جميع الوافدين إلي المدينة بحثا عن الرزق في فترة عصيبة مرت علي العالم
يسير أبطال الرواية يقطعون جميع مناطق الاسكندرية القديمه فتتخيلها تماما كما هي الأن ولكن أكثر اتساعا ونظافة وألوان تري المدينة أكثر جمالا وهدوءا والناس رغم الفقر متأنقين .. بملابس العمل أو بالجلباب أو بالبدلة .. بالملابس الضيقة الملونة أو بالملاية اللف والبرقع .. الكل يتحرك في صورة جميلة.. تشم رائحة القهوة في شوارع محطة الرمل وتري السمك اللامع بين يدي الصيادين في الحلقة وعلي شاطئ الملاحات. الأطفال في ملابس العيد والميادين خضراء و تتسع للجميع, تمثال محمد على بنفس شموخه. لوحات يرسمها عاشق لهذه المدينة. مناطق ماتزال قائمة حتي اليوم مثل إمرأة جميلة مر عليها الزمن فهي في الشيخوخة ولكن مازالت روحها بنفس الجمال.
اللحظات المؤلمة في الرواية يتحول فيها كل عذاب إلي اسطورة ..صراع الحب بين المسيحية والمسلم يتحول إلي طاقة لخدمة الله والناس ... موت رفيق الكفاح يتحول لأسطورة الملاك الذي يرتفع علي حصان إلي السماء. والكاتب بمنتهي الحنان في الوصف يجعلك تتمني أن تختفي كل قوانين الطبيعة في هذه اللحظة وتتحقق الأساطير.
في المدينة السمحة تكتشف أن الأيات القرآنية قابلة للتطبيق علي جميع البشر .. كذلك الصلوات المسيحية هي لكل الناس لو دعوت بها في اي وقت هي كلمات للاستجابة.
نماذج إنسانية طيبة .. أري جدتي وهي شابة تتحرك وسط هؤلاء الناس أشياء كانت تحكيها لي أقرأها في سطور الكتاب محتواها أدب الناس واحترامهم لبعض.
في الثلث الأخير من الكتاب الدموع متلازمة بين كل حدث وأخر.
لا أحد ينام في الاسكندرية .. حيث دمرت الحرب المدينة .. وهاجر منها أغلب الناس .. ولكنى مازلت لا أستطيع أن أتخيلها خراب.
مع أنتهاء الحرب تقام الاحتفالات والأنوار تملأ المدينه والسماء وقلوب الناس ... يعود المهجرون إلي بيوتهم فيعيدوا بناء ما هدمتة الغارات.
وتستكمل الإسكندرية عملها اليومي في توزيع النورعلي الدنيا واحتواء الغرباء.

...

٢٠٠٨-١٠-١٢

حديث الصباح



تعلمين أنك لم تأتي إلي هذه الدنيا كعابر عادي
حتي أرقامك هي مصادفات منظمة بدأت من يوم ميلادك
... ولم تنتهي حتي اليوم
تعلمينها وتفخرين بها رغم تواضعك المزيف
أحسدك علي ذاتك.. دائما محاطة بالحب... ومحاطة بالرائعين
وتذكرين دائما نبوءة الصبا.. هذا الحلم البعيد الذي تنتظرين
كل الأحلام قصيرة المدي التي تتحقق هي لكِ علامات .. وبدايات
كل المحاولات البائسة في خلق نموذجك من بين العابرين حولك لم تصل بكِ إلي نتيجة ... ولا تهتمين ..
ففي الصندوق سنوات مختزنة مجهزة لفعل الحياة في أي وقت
ذاكرتك القصيرة التي تلقي بكل الأحزان أولاً بأول ... تَذَكري هذه المنحه فهي نادرة
وتذكري كل المنح الأخري المرسلة إليك وحدك وتقرأينها بين السطور
تذكري أنك اليوم بنفسك بلا خجل مازلت منتظرة.. ولا مانع... فلم ينتهي الوقت بعد
وحاولي أن لا تبتعدي كثيرا فأفتقدك ...
ولا تنسي أن أعملي بلا كلل فلا ندري أنا أو أنت متي الميعاد

....

٢٠٠٨-١٠-٠٨

صديقاتى


أردت أن أسمعهن أن الصديق البعيد الذي يحس اختلافى خير من رفيق يراني كالأخرين


داخل مطعم للمأكولات السريعة
قاما ورقصا معا رقصه حميمة علي موسيقي القاعه وسط دهشة من الجميع
وبعد اسبوع وقبل لقاءهما التالي أخبروها أنه مات
لا تتذكر منه سوي الرقصه .. ولا تريد إلا أن تموت عذراء فيتزوجها في عالم أخر
----------
بالاضافة لكل مشكلات العالم يلومونها بشدة لأنها تصاحب مسلمة
تدافع عن نفسها وتقول بهذا أمرني ربنا أن أحب كل البشر
تبكي معى بحرارة من النبذ ولكنها تصر وتقول مازلت فخورة بنفسي
-----
جلست معنا مبتسمة ترتدى زينتها الشعبية وتتكلم بالفرنسية
تهرب من وجوده المحزن بكل الصور فلا تستطيع
لقد طبع ملامحه علي وجهها وملابسها وزينتها
ظلت تريده أن يكون رجل حياتها وهي تعرف أنه لا يصلح
ومازالت تخشى أن تتكلم عن ما فيه من سوء أمام الناس فيفقد احترامه
------
ظلت تحبه سنوات ... سرا بينها وبين نفسها
حتى إذا أراد هو أن يتزوجها
مرت سنوات وجاءت بطفلتين مستنسختين منه
و حتي الأن لم تستطع أن تخرج من سنوات حبها الصامت
------
شخصية تشبه جميلات الأبيض والأسود أراقبها جيدا منذ أن عرفتها
هل هي فعلا بتلك البساطة ؟
أتابع الأيام وأنتظر أي جديد
لا أصدق أن هناك إنسانا بهذا الكمال
-----
هي مثل كيك البراوني الساخن بالآيس كريم
ممتلئة الحجم... والروح .. زينتها العطر
حياتها أوراق مبعثرة تملأ بها كل الفراغات.. لا تسمع لها صمت
كلماتها متشابكة كأنها شال غزلته أم لإبنتها ليدفئها في ليل الشتاء
-----
تتحمل تقلباتي.. وتعليقاتي السخيفه علي ملابسها
وأتحمل غضبها الذي تصبة عندى بلا ذنب
كثيرا نهرب من كل الناس ومن كل الأشياء بحجج واهية فقط لنقضي ساعات على البحر نبتعد عن كل الصخب ونتكلم
... أو لا نتكلم فلا يهم
-----
هذه الوحيدة
أتصفح صورنا معا ونحن أطفال وأتعجب لهذا الهدوء الذى يغلفها
اليوم أتصفح وجهها والهدوء مازال يسكنها
وأتعجب كيف اجتازت كل عواصف العمر التي هاجمتها ولم يهجرها ذلك الهدوء


٢٠٠٨-١٠-٠١

أشياء لن تقال


أكثر من مرة أرادت أن تصرخ في صديقها أو ترد عليه برسالة قصيرة
أنت تظلمني بنصائحك كما تُظلم كثيرات من النساء
تريدني أن أحتويه .. وهو الذي يعتصرني حتي النخاع
يستخرج كل طاقاتي ويستنفذها في رقصته الشهيرة
تلك الرقصة التي ينسي فيها العالم ولا يتذكر سوي رجولته المجروحة مسبقا من نساء الأرض جميعا

هذا الرجل بالذات حين يقول "انتِ رائعة"
أتمني لو تتوقف كل ساعات الأرض ولا تمر هذه اللحظة
حينها أتذكر يوم طفوله كنت اطارد فراشة ملونة ولا استطيع ان امسكها

تراه في حلم ينظر إليها وهي بلا حجاب .... وتراه رئيسها وعلي وجهه إبتسامة مع أنها لم تنجز كل الأعمال
تجاهد حتي تستيقظ من ذلك الحلم وحين تفيق تعجب لما تعرت هكذا أمامه!!

ضمن كل البيوت المهجورة أكتشفت أن بيتي فى قلبي
ويبدو أنه لم يأتى بعد من يفهم ديكوراتي المبتكرة وسيرياليتي الصارخة
فيسكنه معي .. أو يقلده بعيدا من فرط الإعجاب

في رؤية خاطفة... فَقدت ماسة وأمسك أخري في يدي
أبحث عنها كثيرا في كل الأماكن وأسأل كل الناس
.... هل هي ذاتي مافقدتها أم التي مازالت في يدى؟

لماذا هي كذلك فيروز حينما تغني وحيدة؟
ولماذا هو لا يسمعها أبدا؟
بعد كل هذه السنوات ألم يدله أحد أنها كانت تغني له!!

....

٢٠٠٨-٠٩-٢٩

السلام مع الأخر


تبدأ القصة في فصول الكلية حين يُصر استاذنا -أدام الله عليه الصحة وطول العمر- أن نقضي ساعتين يوميا طوال برنامجنا العملي الممتد أربعة أيام أسبوعيا طوال العام الدراسي في نقاش في كل شئ وعن كل شئ
نبدأ بمشروع الدرس وننتهي بالأدب ... أو النقد ... أو التاريخ .... ثقافة وتجارب الأخرين
لم يكن بيننا طالب بلا رأي أو شخصية... تعلمنا كلمة أسمها الهوية لم نسمع عنها من قبل
اضطررنا -لمواجهة هذا الوضع الذي فرض علينا- إلي ممارسة القراءة فقط لتلافي الحرج أمام معلمنا ... فنحن بصراحة في كلية الفنون جئنا من بيوتنا لنلون ونلعب بالطين

أتذكر أول سؤال أجيب عليه خارج الدرس "إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا" صدق الله العظيم .... ما هي الأمانة؟ وأتذكر أني أول من رد بلا تفكير .... العقل
وساد صمت فأحمر وجهي ووددت لو أختفي من القاعة ... كانت إجابة صحيحة ولكنه أراد أن يسمح بصمتة لأخرين أن يضيفوا أي شئ ... كان ذلك من سنين طويلة... ولكنه منهج أختاره بذكاء خلق به مجموعة من أفضل الأفراد الذين أتشرف اليوم بكونهم زملائي

استعدت اليوم هذه الذكري لأن صديق عزيز يشكو من تسرع بعض الشباب بالرد في غير محله بل والمجادلة بغير حجة أو فهم حقيقي للأمور ...
قطعا الموقف يؤذي ويحبط ويفقد الأمل في تعاملات راقية مع الناس خاصة إن تكرر
هذا الأمر دعاني للتفكير في علاقة الفرد بالأخر ... وعن مقدار السلام الذي يبثة المرء في حواره مع الأخر
تساؤلات كثيرة عن معني الحوار وصلت بي في النهاية إلي أن الحوار القيم بين الناس اقترب من التلاشي
حيث يستبيح بعضنا إهدار طاقات الأخر بجهالة بدلا من استثمار الوقت والجهد في صقل النفس وإكتساب الثقة بها
كما يبذل البعض جهدا لاستفزاز مشاعر الأخر السلبية أو لإخراج شخص عن شعوره ... وبلا فائدة
ثم أسأل لماذا يصر بعضنا آن يقف عند موقف بعينه ويصر علي إنه مقياس لإثبات الذات؟
هل الناس تفتقد سلامها مع بعضها لأنها تفتقد سلامها النفسي أولا؟
وفي المقابل لماذا نسمح للبعض باستهلاك سلامنا النفسي وهو ما نبذل الكثير للحصول عليه؟

الجهل
الكِبر
العناد
الغرور
كلها أشياء تصور للبعض أنه من حقه استباحة الأخرين
مع أن كلنا قابلين للنقد وكلنا قابلين للتعلم بل والإصلاح أيضاً.. فقط حين نريد
الأمر ليس دينيا إنما سلوك وأخلاقيات مازالت موجوده لدي البعض ولكنها لم تعد ترسخ مثلما كانت بالأمس
تعلمت من طفولتي فضل الكبير ولذلك أري جرما في فكرة عدم احترام الأخر .. ورغم ذلك أصر علي أن يناديني أطفال العائلة والأصدقاء باسمي مجرد بلا ألقاب حيث أنه لا ضير أن نتعامل بندية في بعض الأوقات فيرتفعون إلي مكاني بسلم من الاحترام
علي جانب أخر لا أجد عيبا في أن أواجه المواقف بمنتهى القوة والعنف طالما بالمنطق والحجة ... والمجرب أن الموقف عادة ما ينتهي بسلام لا قطيعة ولا دماء سائلة علي وجه الطرفين
فعلي الشخص أن يعامل الناس تماما كما يحب أن يعاملوه... حكمة من زمن أكثر هدوءا وتطبيقها أصبح صعبا ولكنها لزاما علينا اليوم حتي نستطيع الاحتفاظ بالحد الأدني من الأخلاق
بعض الإنصات بدلا من الكلام ...
التأمل من وقت لآخر فيما جري وما يجري
إكتشاف الاجابات الصحيحه لأسئلتنا بجهد أنفسنا بدلا من الحصول عليها من الغير
أري قيمة الشخص تزيد حين يتعامل مع الناس بقدره الحقيقي فيكتسب احتراما علي ما فيه من قوة ويكتسب تعاطفا ومساندة علي ما به من نقص.
هكذا يأتي السلام الداخلي... من معرفة الإنسان لحجمه الحقيقي ... محايدا بلا غرور ... أو إحساس بالدونية
فلعل بعضا من السلام الداخلي يساعدنا علي التعامل بسلام مع الأخر .

في فترة من الفترات رفعت منظمة اليونيسكو وهي الجزء المختص بالتعليم والعلوم والثقافة التابع للأمم المتحدة شعار " السلام بين أيدينا" ... ربما يكون شعارا دوليا تقوم علي تنفيذه مؤسسات وحكومات ولكنه شعار يحتاج إلي ممارسة يومية علي مستوي الأفراد.

إلي صديقي ومن هم في مكانه... لا تحزن ممن يسيئون فهم في العاده يجهلون القيم الانسانية .. لا يعرفون أنفسهم فكيف يعرفون الأخرين.
....

٢٠٠٨-٠٩-٢٥

إلى أين ؟

إلى أين تنأين عن جاذبية شيءٍ مقدّرْ
يشدك قسرًا إليه؟

رويدك مَهْمَا تشبثت أنت بذيل القرار
ما من مفرْ

بأي جناحين أنت تطيرين هاربة منه

طيري كما شئت نحو أقاصي المدى

جناحاك من طينةِ الشمعِ
الشمسُ ملء الأقاصي وما من مفر

(فدوى طوقان)
1917 - 2003
....

٢٠٠٨-٠٩-٢٢

أساطير خاصة


حينما كنت أصغر بنات العائلة وأولاد الأعمام والأخوال إما مراهقين وإما في الجامعات كنت أنظر إليهم كل يوم جمعة حين نجتمع بأندهاش ... أشكال الملابس مختلفه وأنواع الموسيقي جديده .. هم مختلفين عني .. لأنهم كبار
ولكني معهم من باب الفضول .. أستمع واستمتع رغم أني لا أفهم أحيانا كثيرة
ألتقط من إبنه خالي منير .. شريطه الأول شبابيك أعطته لي كهدية .. وناس أخرين اسمهم البي جيز .. لا أفهم منهم شئ
من أبي تعلمت فيروز ومن زوج خالتي تعلمت فريق الأبا وداليدا
ومع خالي ألتقط بحيرة البجع والدانوب الأزرق شرائط يسجلها لي من اسطواناته الخاصه... وإلي فتره قريبة كانت تلك التسجيلات صالحه للاستماع
أما هذا فكان اكتشافي أنا وحدي لم يدلني عليه أحد .. ديميس روسوس .. هذا السمين الذي جاء ليغني تحت سفح الهرم بملابسه الغريبة أرتبطت في ذهني هيئتة من الملابس و اللحيه والشعر الطويل والعيون الحيه بصور القديسين
يقولون أنه مصري ... لأأاا ... هو سكندري مثلي.. أصله مثل أصلي
كنت في الثامنه تقريبا .. أحاول فهم طلاسم الأنجليزيه التي ينطقونها ولا أفلح .. يتكلمون بسرعة ... لم نتعلم تلك الكلمات في المدرسة .. حينها كان أبي مترجمي الخاص .. ولم يمل من ذلك ابدا
ديميس هذا الرجل لم يختفي من حياتي منذ ذلك اليوم رغم سيل الأغنيات الذي غزي فتره الثمانينات .. ورغم حبي لأغاني ما قبل السبعينات التي ظلت ترافقني طوال مرحله الجامعه كنوع من الهروب من إيهاب توفيق وحنان
الأن وبعد أن نساه الكثيرين وربما لم يسمع عنه أيضا الكثيرين حين أستمع إليه أحيانا تخرج دمعه من عيني تبحث عن بشر يتكلمون هذه اللغة المنقرضة
لغه جيل كان يعطي لكل شئ حقه .. وكان يعرف معني الكلمات


HEAVENLY VOICE
Demis Roussos
Born in Egypt 1946 to ethnic Greek parents, raised in Alexandria
Best Songs:
Follow me ... Stand by me ... Tell me you love me ....
My only fascination ... Ever and forever ...
With You … Good bye my love good bye …
& Far away my favorite

There's a lucky man who'll take you faraway
faraway, so very very faraway
he will come some day
To another land he'll take you faraway
faraway, so very very faraway
this will come they say
Nobody knows, who will share
all your love pure and fair
but in your eyes I can see
that someone will be me

http://www.youtube.com/watch?v=xKnH-gF16MI&feature=related

Sometimes i feel like a little girl aboard in a spaceship heading for distant places and our captain demis is leading the way for me.... Demis is a legend and will stay a legend


...

٢٠٠٨-٠٩-١٧

القلق السرى – من عذابات شهرذاد


القلق السرى - فوزية رشيد (البحرين) إصدار دار الهلال 2000

قرية وعشيرة وجبال وأشجار ونهر ونسمات من شاطئ البحر .... رجال ونساء شباب وعجائز .. شعائر وطقوس وتقاليد..

رواية نسائية المضمون من مجتمع لا يكاد يري أن للنساء صفه غير متعة الرجل, المرأة أرض وجدت لتحرث، وليس للعقل مكان إلا مع الحكيم.

نصوص عن تفاصيل وهواجس وتساؤلات المرأة من وجهة نظر المرأة، محاولة للدفاع عن بعض وجودها أمام المجتمع.هي نظرة في عالم الأرواح تخترق قناع الوجوة لتشرح ما لا نتوقعة من قلق داخل القلوب.

في البداية تمهد الكاتبة بفصول عن الأشخاص الأساسيين في حياة شهرزاد وبعض مما أثر في تكوينها فقط ليعتاد القارئ علي ألفاظها البليغة ولغتها المنمقة .. الصفحة الواحدة تحتاج لجهد في القراءة حيث يسيطر الخيال علي كل كلمة ويدخل بالقارئ إلي عالم أشبه بالأساطير.

بتقنية السارد تحكي الرواية شهرزاد الفتاه وهي أقرب لروح هائمة فوق رؤوس البشر تحاول أن تفهم أين هي ولأين هي.. ولن يعرف القارئ أبدا في أي مرحلة هي روح أم بشر تلك التي تتكلم .. هي تدرك صعوبة اكتشاف الاجابات فتأكلها الوحدة في الأوقات بين السرد والأخر.

تعلم إن ما يحكمها الريف والتقاليد .. حيث النواميس وضعت للنساء فقط
وجدها يعلمها أن تكون الأفضل لذلك فإن عذابها من المعرفة يؤلمه أحيانا

من البداية تسأل شهرزاد " هل الوجود يحمل معني لكم ومعنى أخر لنا, وهل التضاد يعني تضادا مفتعلا في قيمة كل منا؟ لماذا سادة وعبيد حتي بين متضادين من المفترض أن الطبيعة أوجدتهما هكذا ليتكاملا, لا ليسودأحدهما الأخر؟"

هذه الفتاة الموعودة بالحكمة منذ الصبا تعري كل من حولها الأب والأم والخالة والجد وشخوص سحرية وحقيقية كثيرة ونفسها قبلهم ... تري المواقف عاريه وواضحة بدون أي مسميات هي تبحث عن اجابتها الخاصة بطرقها الخاصة حول موضوع الحرية
لنا أن نري أنفسنا في أي حاله من شخوصها ونقترح المسمي الذي نريد

الأم والخالة هما تسترجعان حينما كانتا فتاه عاشت الصبا وأحبت ولم تنعم بمن تحب فترضي بقدرها وتتعايش مع ما قسمت لها به الدنيا, هما كل أم عربية بسيطة ليس لديها الوقت أو الطاقة للتفكير والتغيير ولن تتنازل عن الاعراف مهما كلفها ذلك من طاقة ووقت.. وكل خالة يموت زوجها وتتزوج غيره لتنعم ببعض الأمان في هذا العالم ولكن قدرها دائما غير ما تتمنى.

الأب يخرج بنفسه كل يوم في المساء إلي تلك الصفية التي تعيد إلية قوة الشباب ويقتل بين يديها كل يوم ليولد من جديد تعرف أنها تساوى أكثر من حضن ألف إمرأة معا – تقول له فى قوه: هنا شراب الألهة .. لن تجده إلا في فمى - ولكن لوجوده معها شرط أن لا تطمع في أن تكون زوجة هي المعشوقة للمتعة واللذة فقط والأخرى للولد.
تحاصره مرات بصراعات الأنثى " أنت يا شيخ مسعود لا تحبني إنما تحب الجسدالزائل .. إن كنت تحبنى تزوجنى واربطني بالأبناء" ومرات باللعب علي مأزق فحولته التى أقتربت من المغادرة "شبقك انتقل إلي أيها الشرير ... بت لاأعرف النوم دونك"
هذا الأب نفسه بحياته السرية لن يقبل أشياءأ أقل من ذلك بكثير فيما بعد.

الجد ... الشخص المحورى في حياة هذه الفتاة هو من علم عقلها قيمة وسحرالتفكير.. الوحيد الذي يسمعها في عالمها ويجيب تساؤلاتها .. لا أحد يعلم هل هو ساحر أم من أولياء الله أم ملك حارس ولا أحد يعرف تاريخة البشري بالكامل له تفاصيله الخاصة ونظرتة الثاقبة
يري الجد أن المرأة عاقلة بشكل أشمل .. عقلها في الحدس الرهيب والجامع الذي تملكه ... هذا الحدس الذى يشمل العقل والقلب معا .. المرئى واللامرئي.. ويخيف الرجل.

تقول عنه هاجر إحدي نساء الرحلة "الشيخ مبروك يستمد قوانينه من البصيرة... من تلك الوشائج الخاصة بكل ما حوله" وتقول "أنه لم يفتعل قط معي رجولته لأنه يدرك أن الرجولة الحقيقية تكمن في رقته وعذوبة مشاعره تجاه من يحب ... إنه نقيض ما أراه من رجوليات زائفة"

مع رحيل الجد تذبل شهرزاد وتترهل معالم وجهها ويسكن قلبها الفراغ, ولا تربطها بالحياة سوى بضعة أحلام وذكريات.

يحين وقت الفرار مما آلت إليه وتخرج شهرزاد من بيت الأهل تقطع المسافات بغرض البحث عن الجد الذي اختفي وهي تؤمن كل الايمان أنه مازال موجودا في مكان ما لم يمت كما يقولون... وهنا تبدأ مرحلة السحر في الرواية.

تستحضر في تجوالها شخصيات متعددة من رجال ونساء تخوض معهم حوارات تقدم فيها رؤيتها المتأملة لتصرفاتهم وردود أفعالهم .

تقطع الطريق عبر غابات وحقول ونهر لتجد نفسها في بيتها مع رجل يؤكد في كل وقت أنه زوجها وتري نفسها في حياة أخري لا تعلم كيف وصلت إليها.. تحارب هذا الوجود الجديد لها محاولة أخراج الأخري من مسلمة أن البيت والفراش بمتعته هما الأصل في الوجود فتقول لذاتها الأخري: "ألا ترين أنه يسحقك في ركن ضئيل بعد أن جعلك تتركين كل شئ خلفك .. أصبحت لا ترين في الحياة إلا سواه ولا مهنة لديك سوى انتظاره" ثم تترك ذاتها وترحل لتكمل الرحله.

تقابل حالات من الصخب وحالات من السكون .. نساء ورجال يرقصون بكل طاقاتهم.

يخرج لها نموذج الرجل بين الحين والأخر خلال رحلتها يحاورها ليجتذبها مره وبالغواية مره وليرشدها مره ... ولا تعرف له كينونة فهو شئ غريب وتتسأل هل هو كائن لبس جسدا أدميا ليراها .. أو هو بشر ممن يتمتعون بطاقات خارقة.

الغجر بحكايتهم العميقة يتعاملون مع كل اصوات الطبيعة الطير والشجر والريح كل له طقوس وكلمات... معهم طقوس الغواية والزواج متشابهين تمتد لساعات وسط دوائر من النار.

أشخاص يعيشون في انفلات مطلق ... لا يعرفون معنى التحريم كما تعرفه, الخير والشر ينبعان من احتياجاتهم واحتياجات المكان الذين يعيشون فيه... هم أحرار كرياح البراري.

قبيلة نساءها أكثر حرية وهيمنه ..ومملكة أعطت للمرأه حريتها كامله في العشق والاختيار. يتبعون حكمة القدماء "نحن ننصت هنا لصوت القلب .. متي تنبض الأرض بوجيبها وترتجف ارتجافتها المشرقة التي تدلنا كيف نقاوم الأمراض والشرور.. بوابات الحكمة الخفبة لا تنفتح هكذا ..إنها تعاليم الأجداد التي تنبض فينا ونتبعها لنصل مثلهم إلا حكمتنا.. هي ذات التعاليم التى عاشت فينا آلاف السنين وأثبتت جدواها لنا"

تصاحبها في مرحلة من الرحله عجوز تري معها نماذج من البشر... تري الرجل الذى يمر علي بيت إمرأة فيكتشف فروقا جسدية بينه وبينها فيختبر تلك الفروق دون أن يدري.

تري عن بعد المرأة التي ترتدي الملابس الزاهية وتلون وجهها بالالوان الفجه وتكتشف أنها تعطى جسدها لبعض الوقت ثم يترك الرجل لها بعض المال ويخرج.

تري المرأة التي جلست وحولها الكثير من الأطفال ترش فوقهم حليب أمومتها وتقرأ معهم تعاويذ حبها وحمايتها وليس معها رجل

وأخيرا تجلس واحدة في البيت معها رجل يحيط علي أطفاله بيديه ... وتسأل كم مر من العصور حتي تتكون هذه الصورة؟ فدائما المرأة وحيدة وكل ما يهم في هذا المكان هو استمرار النوع وبقاؤه

علي باب معبد كبير راهب يذكرها بالجد تقابله يسدل عليها من حكمته وصوفيته..تسأل معه "هل بإمكاننا أن نسيطر علي الصدفة .. الحظ .. القدر .. أم مصائرنا ذائبة في المطلق ترسم لنفسها حدودا خارج ما نتوقع وما نريد؟" ويجيب "حينما ندرك ما هو سراب نقترب أكثر من الحِكمة" ويعلمها أن العالم رغم ما به من تفاهة هو أيضا ما نمتحن به لذلك علينا من البداية أن نهجر كل ما هو زائف فرحلة الإنسان الحقيقة هي ما يسكن في العمق.

يظهر أخيرا في طريقها هذا الجد الذي خرجت للبحث عنه وتدور معه علي أماكن هي كل العالم .. صديقاته القديمات وحبيباته كلهن نماذج من نساء العالم وصلن لمرحله من الرضا والسكون جعلتهن قادرات علي اصدار الحِكم والاحكام.

ثم تصادف شخصية كاترين التي تحاول الوصول الى سكينتها الداخلية من خلال الرجل.. وتعبر عن توقها الى احتضان الرجل حتى الاختراق ولكن تدينه يعترض رغباتها هو يستنكر الرضوخ للشهوات ويعاقبها لأنها مجسدة للشهوات.
هي تهرب من ذاتها إليه ..لتؤكد بشكل ملتو أن الرجل للفكرة والمرأة للرجل مثلما يقال عادة وحين ينتهى الأمر بلا سكينة من خلاله فهي سوف تبحث عن صخب أعلي من صخب نفسها تهرب إليه.

مرة أخري تقابل ذاتها في كاترين وتقول أنها اختلست أحد وجوهها.

تسير المسافات لتجد نفسها مره أخري في بيتها هذه المره هناك الأولاد.. متلفعة هى بعباءة سوداء ونقاب اسود علي وجهها.. وثلاث نساء هن شريكات في هذا الرجل .. وكلام عن مبررات التعدد في حياة الرجل وجانب أخر من علاقات الرجال بالنساء هي تستنكر بشدة وتجادل ولكن كل شئ مباح وهو حق مقدس اكتسبه من السماء طالما بالحلال و الشرع

"أنت كرجل ماذا لو كنت ضعيفاً في طبيعتك الانسانية، لماذا يلزمك دائما صورة وهمية للقوة تتستر خلفها ألأن صورة الرجل المتداولة يجب أن تكون قوية ... أنا كامرأة أعيش ضعفي بشكل اعتيادي إنما قوتي هي التي يجب أن أداريها حتي أرضيكم معشر الرجال وهذا عكس ما يحدث لكم"

الشيخ يقول أنها ممسوسة .. والطبيب يقول أنها تعاني من فصام

وهي تري أنها طبيعية هو من يريدها أن تنتمي لعالم ليست منه.

"هي الأنثي الطريدة من جهل، الواقعة بين معلومين ومجهولين، يطاردها الفناء حتي وإن كانت حواسها جميعا في ذروة الصحوة، وتطاردها اللعنة الأبدية لأنها تجاسرت وقضمت التفاحة المحرمة"

أخيرا هي تقف لتواجه الأهل.. الكثير يتعاطف معها ولكن .. لابد من نهاية فقد غادرت العشيرة إلي عالم مجهول ولا يغسل هذا العار إلا الدم ..وها هي في النهاية يظهر لها الجد مرة أخري ليمسح الدم عن جبهتها ويمضيا ليكملا الطريق.

معظم الرواية عبارة عن وصف للوحات طبيعية عن أماكن وأشخاص بلغة صعبة ..تتخللها علاقات وحوارات فلسفية قيمة عن دور المرأة في التعرف على نفسها جيدا قبل أن تفترض في الأخرين معرفتها.

٢٠٠٨-٠٩-٠١

3 ليالي


الليلة الأولى
ليست كافية وصلة من البكاء الهستيرى في أخر يوم شاق لاستخراج كل الرعب وكل الألم من الوحدة واستبدالهما بسلام
لا الكلام ولا الكتابة أعتقد أنها قد يخلقان هذا السلام
ورغم أننا في أخر الليل إلا أن الوقت المتبقي من الأن وحتي الصباح هو طويل جدا هل السبب هو الساعة الشتويه؟ .. والنهار القصير .. هل هذا ما يزيد من هذه الكآبة ؟
ربما هذا النهار القصير هو علامه علي اقتراب الشتاء ذلك الذي يضخم احساسي بالوحدة
أم أنه الكتاب الذي أقراءة؟ .. بدايته مع بداية الحرب واناس مهجرين من قريتهم .. بلا عمل وبلا أمل
هل هي حالة المرض المفاجئ السخيف التي أصابتني ومنعتني من الخروج في إجازة أخر الأسبوع ؟
هل هو صديقي الذي يبتسم ويقول أنه تقئ كل ما كان يؤلمه وكل ما كان ضاغطا علي قلبه من هموم !!
لن أبحث عن أحد يمتلك من الطاقه والوقت ما يجعله يسمعني.. فلا أستطيع أن أتقيأ في وجه أحد
ولا أستطيع أن أنزل وحدي في تلك الساعة من الليل لأتنفس هواء البحر وألمس الماء الذي قد يشفي حالتي هذة بمنتهي البساطه
فقط أدعو ان تمر الساعات بسرعة ليأتي يوم جديد حيث الحركه والناس والزحام يأخذان جزءا من هذه الوحدة

الليله الثانية
كان النهار شاقا جدا .. كل موضوعات العمل المعلقة وكل مشاوير العائلة للتسوق حانت اليوم
هذا النهار القصير سخيف .. ليس هناك أجمل من ضوء النهار
خاصه أن السماء بلا قمر هذه الايام والليل معتم
الجميل أن الكتاب ليس كئيبا وليس مقبضا كما توقعت .. بل يتحول إلي حياة حقيقية وأشخاص يتحركون حولي
أتمني أن تبقي عيناي مفتوحة لأطول وقت حتي استطيع القراءة قدر المستطاع

الليله الثالثة
اليوم هو يوم غير عادي
عائلات تتسلم صدقات رمضان كما في كل عام
جمله أسمعها لأول مره في حياتي
لا نريد كيس البلح ... نريد كيس أرز إضافي
كيلو البلح الرخيص أي الشعبي من 8 إلي 10 جنيهات .. كيلو الأرز الشعبي ب 3.5 جنيه !!!
إذا كيف ؟؟ ولا تعليق
وصلني اليوم علي تليفوني أكثر من 30 رساله تهنئة بحلول شهر رمضان
(أي حوالي 5 كيلو أرز)
يا الله ... لا أعرف كيف سأنام وكل هؤلاء لم يكونوا يريدون البلح


...

٢٠٠٨-٠٨-٢٩

أنا كل هؤلاء


عندما أتأمل نفسي وأحاول التعرف عليها كثيرا ما يصيبني التيه
هل أنا كل هذه المتناقضات؟؟
كل الطيبه وكل العنف
كل الكرم وأحيانا الحرص
هذا الذكاء الملفت للنظر .. والكثير من قصر النظر في أوقات أخري
أوقات للإبداع وساعات من السبات والغيبوبة
كثير من الحنان .. وكثير من القسوة
تفاهم في أوقات كثيرة .. وقرارات فرعونيه متجبرة في أوقات أكثر
هل أنا طبيعية مثل كل البشر .. كنت أتسأل ماهو الإنسان؟
ذلك الجسد الذي يمشي علي الأرض وتسكنه الروح؟
ولو كان فقط هكذا فلماذا ليس الأمر سهلا .. ولماذا لست واضحة أمام نفسي؟
أسئلة كثيرة لخص إجابتها أحد الأشخاص أمامي في 5 كلمات
البدن – العقل – النفس – القلب – الروح
كلمات يعرفها أبسط البسطاء.. ونستعملها جميعا كمفردات لغويه في حياتنا اليوميه .. مفردات لا علاقه لها بالدين او اللا دين هي أشياء موجوده سواء اعترفنا بخالقها أو لم نعترف, فلم نسمع عن ملحد بلا عقل أو بلا بدن أو بلا روح هي أشياء يتميز بها الإنسان مهما كان مكانه أو طريقة تفكيره

البدن: هذا الجسد الذي يأكل ويشرب ويلعب ويكبر ويشيخ, رعايته في نظافته ومتطلباته هي الطعام والشراب والنوم .. ماديا البدن هو كل شئ .. أما علميا فهو مجموعه من الأعضاء يمكن الحياه بدون الكثير منها في حالات كثيرة .. البدن يمرض ويشفي وأحسن حالته هي الصحة.
إلي حد كبير البدن هو بيت الشهوات .. حتي شهوة المال هي قبل أي شئ لسد احتياجات البدن.

العقل: ذلك الجهاز المبرمج تلقائيا بأمر من الله يدير كافه أنحاء البدن بدقة فائقة .. إشارات عصبية وكهرباء وإنزيمات ليس لنا دور في عمله ولكننا نستعمله أكثر ونستفيد منه بالثقافة والعلوم .. وبتنميه المعرفه نحسن استخدام العقل في ممارساتنا الحياتية التي تحتاج الي حسابات مادية سواء في علاقتنا بالأخر أو بالكون.

النفس: محل الفجور والتقوي .. هي ذلك الصوت الداخلي الذي يتحكم في الأفعال وردود الأفعال الإراديه .. ذلك الصوت الداخلي الذي يحركنا نحو الخير أو الشر والنفس متغيرة الحال متأرجحه بين رغباتها الفطرية ووساوس الشيطان.

القلب: محل الفقه ومحل اليقين ... مركز الاطمئنان .. يقول الله عز وجل عن أناس "تخشع قلوبهم" و " تطمئن قلوبهم" "لهم قلوب لا يفقهون بها" "علي قلوبهم غشاوة" بمعني أن هناك بشر لديهم قلوب تعينهم علي أنفسهم وبشر أخرين لا يستعملونها لمعرفه الحق من الباطل.

الروح: في جميع الديانات والأساطير أن الله خلق الانسان ونفخ فيه نفخه من روحه فدخلت فيه الحياه
وهذه المعجزة الإلهيه لا يستطيع أحد فهمها ولا تحديدها ليس هناك شكل أو لون أو سلوك تتميز به الروح .. بل هي تلك الطاقه الغامضه التي تعني الحياه للإنسان, وبخروجها لا سبيل أخر لإعادة الحياة.

حينما سمعت هذه الكلمات مجتمعة لأول مره آسرتني
وحين طبقتها علي نفسي وجدت مبررات لأفعال كثيرة لم أكن لأفهمها دون فهمي لتكويني البشري
وأكثر ما يريحني أدراكي أحيانا أنني أسير ومعي جزء من روح الله
دائما هذا الأحساس يجعلني أنسي صغائرى وهفواتي وأعبرها وعندي حسن ظن بما يجود به علي ربي
..

٢٠٠٨-٠٨-٢٦

أول تاج - هديه من ريم


أحيانا بيكون التاج دمه خفيف وبس واحيان بيقول اسئله تبين حقيقة الشخصيات بجد وأحيانا بيكون طلاسم .. التاج ده بسيط وخفيف زي ريم اللي بعتتهولي
وإللي بأسميها طفله التدوين لبساطة اسلوبها .. وشغفها بالموضوع
ولأنها أول مره تطلب مني حاجه وأول مره تهدي لي هديه .. فلها الإجابات

بدات التدوين من امتى ودخلت العالم ده ازاى؟
اتعرفت على التدوين من خلال النت بالصدفة من حوار مع أحد الأصدقاء المدونين المخضرمين ..وقلت ألعب وأجرب أعمل مدونة
وفي الحقيقة طلع عالم أكبر مما توقعت بكتير
أما التدوين بمعناه الحقيقي ككتابة فمن زمن .. في أغلفة الكتب .. ثم أجندة خاصة أيام الجامعة ودي رميتها بعد كده .. ثم أجنده خاصه بعد التخرج مازلت احتفظ بيها لأنها بها تعليقات غاية في البراءة والسذاجة علي موضوعات قوية... كذلك علي قصاصات ورق مقطوعة من أي حاجه.. وتعليقات في اجندات الشغل .. لكنه ككتابه لم يتخطي أبدا بضع سطور ساعات باقراها بالصدفه وابتسم.
ايه كان انطباعك فى البداية؟
أنطباعي كان أن التدوين هو باب للتسلية .. وماكنتش متخيلة لفكرة أن حد يسمعني بأكلم نفسي
لكن مع الوقت أنطباعي أتغير أتعلمت حاجات كتير – موضوعات في السياسة والأدب والتاريخ والدين _ لأن أي بوست حتي لو كان صغير طالما أعجبتني الصياغة بيخليني أفكر في الموضوع وأبحث وحدي فيه
مين اكتر واحد بتعتز بتعليقه على بوستك الجديد ؟
كل مره بألاقي تعليق بأكون سعيده لأن شخص أهتم بكلام كتبته حتي لو كان الكلام بسيط أو ساذج
لكن فعلا بأعتز برأي 2من الأصدقاء المقربين جدا بيكلموني شخصيا يعلقوا علي البوست أو المدونة عموما وبأنتظر أرائهم كأني في الامتحان.. بأحس أنهم فعلا بيعلقوا بصدق مش مجرد تفاخر بالمعلومات
ايه اكتر حاجة اتعلمتها من التدوين؟
أتعلمت أن المجتمع أكبر بكتير من ال100 أو 200 شخص اللي الواحد بيتعامل معاهم .. وأن قضايا المجتمع أكثر من الجورنال والتليفزيون وأن فيه مشاكل كتير الناس بتتكلم فيها ببساطه وبصراحة من خلال التدوين
ايه اكتر حاجة كرهتها ؟
أن بعض المدونين ينشر رأيه ويرفض تماما الرأي الأخر .. وممكن يسب ويلعن في صاحب الرأي الأخر .. أحيان بأفكر أني لما بأدخل مدونة حد كأني بأزوره في بيته .. هل يصح أزور حد ويشتمني أو يطردني ؟
معظم المدونين اشخاص مستقبلين للثقافة -حتي الفلاسفه العظام قديما كانوا يستكثرون على أنفسهم إدعاء الحكمة- بالتالي الموضوع أبسط من الجدل اللي البعض بيثيره علي موضوعات أقل بكتير من اللي محتاجين نركز فيه علشان البلد دي تتغير
حاسس ان التدوين له تاثير؟
طبعا .. بيسمح للناس بالنقاش مع عقليات مختلفة ومن بيئات مختلفة وبالتالي ده بيكٌون ثراء فكري
تهدى التاج لمين ؟
بأهدية لنفسي علي أعتبار أني لسه جديده وده أول تاج .. وأتمني أهديه لكل اللي يقراه لكن مش عاوزه أعطل حد

..

٢٠٠٨-٠٨-٢١

عن صخب البحيرة ..


صخب البحيرة
محمد البساطي (فازت بجائزة احسن رواية لعام 1994)
مصنفة ضمن أفضل مئة رواية عربية من اتحاد الكتاب العرب
- أول قراءة عام 1998 - القراءة الثانية 8 /2008

هناك مناطق تشبه هذا المكان أحاول مرات استرجعها بصريا ... في مدينة دمياط حيث طريق تري من جانبه نهر وجانبه الأخر البحر... تفاصيل الفقر كأنها بالألوان الحقيقية .. ألوان الوجوه وملامح الرجال كما أعرفهم تماما من سكان إدكو والمعدية ورشيد في محافظة البحيرة

في الرواية ترتبط بأشياء مادية وتفاصيل شخصية غامضة تظل تتبعها من حالة لأخري وتسأل في عقلك ربما هناك علاقه بين هذا وذلك ؟

تعرض الروايه أربعة حالات مختلفة عاشت في المنطقه ما بين ملتقي البحيرة والبحر ولا رابط بينها سوى المكان بتفاصيله حتى أننا ننسي الزمن ونعبر سنوات لنصل من حالة لحالة دون أدني ملل أو خروج عن الجو العام .. تفاصيل متكررة لدرجة أنني أثناء القراءة أكاد أستمع لصوت الماء أو أري غيوما تمر عابره لبعيد فيما بعد النوه

الكاتب يصدمنا بواقع مجتمعنا من خلال التفاصيل الدقيقة ليوميات بشر من المهمشين في الحياه الذين لا تهمهم السلطة أو تغيرات العالم من حولهم

تفاصيل لا يمكن تخيلها إلا من خلال سرد محمد البساطى.. التي تربي في منطقة مشابهه في قريته الصغيرة المطلّة على بحيرة المنزلة

في الجزء الأول من الرواية تجلس المرأة علي حجر تحكي لرجلها – ذلك الصياد العجوز الذي يسكن قاربه -أنها لم تكن متزوجة من قبل ولكن رجلها الأول هو من قال ذلك للناس في القرية .. وحين علم بحملها ضربها وتركها ورحل وظلت من يومها تقول أنه مات.. وتسير الأحداث وتروي أن رجالا من سكان البحيرة كانوا يأتون إلي السوق للبيع والشراء هم من اعتني بها ووفر لها حياة كريمة طوال فترة حملها وكان كل منهم يقول عن حملها هذا ابني .. وكيف كانت اخلاقهم بمنتهي الوداعة والرحمة معها ويقولون أنهم أقاربها.. حتي من لا تعرفهم أو بالكاد تتذكر بعض ملامحهم .. هذا النوع من البشر خلق في داخلها حبا لمن هم خارج القرية
في هذه البيئة الفقيرة أو المعدمة تجلس المرأة تحكي تفاصيلها بلا خزي ولا إنكار فليس لديها ما تخسره .. وكل ما مر بها هو ما جعلها في هذا المكان تتقبل هذه الحياة وتتقبلها الحياة .. وحيدة هي وولديها التؤام في بيت صغير علي الشاطئ .. لا تري من العالم غير أشرعة بعيده تأتي من البحر ثم تختفي في هدوء
رجال البحيره علموها أشياء كثيرة علموها كيف تستغل كل ما تملك حتي لو كان برميلا ملقي في ساحة البيت

الصياد العجوز لم يتخلي عن قاربه وهو عالمة المتحرك وكذلك لم يتخلي عن دوره في توفير بيت لها وولديها كعالمها الذي اعتادت عليه
وبالتالى هي لن تتخلي عنه حتي يرحل في سكون
وعلي طول الرواية الشخصيات صريحة .. كامله الإنسانية بكل معني الكلمة من خير وشر .. وعلي سجيتها

تتغير علاقه أهل الأرض (سواء المزارعين أو البنائين) بأهل البحيرة وماوراءها (البحر) بتطور أحداث الرواية
أولاً تكون البحيرة مصدر الطعام.. ربما أيضا مجموعه من ألواح الخشب .. ألواح معدنيه .. اشياء أخري غريبة لا استعمال لها
ولكن في الأساس هي مصدر للطعام والمأوي.
لاحقا تتحول البحيرة لمصدر من مصادر الثقافه .. يرون من خلالها العالم الخارجي ... ملابس بألوان زاهية .. أسلحه قديمة .. أدوات شخصية ... صندوق موسيقي ... مقتنيات ذهبيه وزجاجات ملونة ... كلها أشياء تلقي بها البحيرة إلي الشاطئ أشياء تأتى من البحر بعد كل نوة ... لم تكن فقط حاجات للمنفعه الشخصيه أو الزينة إنما أيضا تجارة رائجة ومصدر رزق حين استغلها أحد سكان القرية كتجارة.
يجد بعضا من أهل القرية أن خلف هذا الماء عوالم أخري وأحيانا يتجرأ البعض علي الخروج للبحث عن تلك العوالم.
كل ذلك وأهل البحيرة يأتون إلي اليابسة يتزودن باحتياجاتهم الاساسية ويرحلون في سلام
ثم تتطور الزيارات إلي هجمات من أهل البحيرة علي أهل اليابسة .. ليس بغرض الغزو على الإطلاق إنما هو استعراض للقوة فقط .. ربما ينهبون بعض الاشياء ولكن بلا طمع فقط ما يأكلون .
ولكن هناك دائما صراع خفي وترقب من أهل اليابسة لأهل البحيرة

أهل القرية يستنكرون وجود أهل البحر لمجرد أنه مختلفين .. هم رجال غير مختونين .. والاختلاف هو فقط سبب الرفض
كانت البحيرة للبعض حلما عليه أن يدفع ثمنه سنوات من الغربة وأحيانا يدفع عمرة كاملا فلا يعود إلا جثة غارقة طافية علي سطح الماء بعد نوة.

صندوق يظهر ويختفي من بداية الرواية.. ذلك الصندوق الذي كان يحمله رجلها الأول وبه تضع كل ما تملك من مقتنيات ... يأخذه ويرحل
صندوق يحمله العجوز في قاربه به كل ما يمتلك من مقتنيات .. ثم يتركه ويموت
صندوق موسيقي يعثر عليه أحد الأشخاص علي الشاطئ بعد نوه .. ويتعلق به لدرجه الهوس .. أم الإيمان ... لم أكتشف بعد

تنتهي الروايه بمشهد غامض يعود بك إلي أولها ... سيده تأتي ومعها رجلان ... يحفران في الأرض ويأخذان رفات وعظام ميت ... وصندوق
هو نفس المشهد حين دفنت المرأة الأولي وولديها الصياد العجوز وبجانبه صندوقه.. هي عادت لتأخذه الي حيث ينتمي
نظرت إلي المكان وقد تحول إلي بيوت اسمنتيه ومجتمع كامل جديد .. أشارت إليه ولم تنطق.
أحسست في نفسي أنها حزينه على عالمها الأول الذى اقتحمه أهل القرية ... وكنت حزينة معها.

مشهد عالق بذاكرتي لإمرأة كانت تجمع ما يلقيه البحر علي الشاطئ ثم تخرج لتبيع بعضا منه هي وزوجها في السوق.. وها هي تمشي في سوق القرية ترتدي فستان قصير من الحرير يصل لركبتها لونه أصفربخطوط مائلة لونها بني وسوستة من الخلف , وفي قدميها حذاء أسود برقبة , وزوجها يتقدمها فوق الحمارة ..
تقول النساء في القرية الحذاء يشبه حذاء العسكرى .. الفستان منسول حول السوستة , وممزق عند الإبطين
والمرأة أوسعت من خطواتها ولحقت بزوجها

الرواية جعلتني أفكر ربما أبعد قليلا من المحتوي المكتوب ... هل شاطئ البحيرة أو القرية هى عالمنا الذي عشناه لأعمار كاملة واهمين أنه كل الدنيا .. وهل ما وراء البحيرة هو ما نرى اليوم من ثقافة أجنبيه اقتحمتنا مرة بالألوان البراقه ومرات أخري بالغزو الحقيقي ؟

هي روايه رائعة .. وراءها الكثير من المعاني وتستحق القراءة


...

٢٠٠٨-٠٨-١٨

نوات


في كل مشكله نقرر بعدها الأنفصال تعلو الأصوت ونتبادل الاتهامات حول من السبب في الفشل
ربما فشلنا ولكن لا يمكن أن يتحمل أحدنا كل الذنب وحده
كنا نقتسم أوقات السعادة .. وكنا نتشارك في الهموم
كنا نتشارك الأحلام .. فلماذا حين جاء الفشل يهرب كل منا منه لماذا لم نتشارك فيه هو الأخر
......
بعد كل مشكله كانت تجلس وتقول لأختها .. لا تصدقي لن ننفصل الأن .. لن ننفصل إلا ونحن متحابين
يسلم كل منا علي الأخر ويلتفت ليمشي في طريقه
وبالفعل يعودان .. وتمر الأزمات كنوه ويفرحان معا بقهرها لينعما بما بعدها ... حتي إذا حان موعد النوه الجديدة لا رادع لقوى الطبيعه
وتأتي النوة وتمحو بعض أثر لتفاهم ووفاق .. بل كلما يدخل الشتاء يزيد عنف النوات
تفكر قليلا وتجد أنه لا أمل أن يفترقا متحابين
النوات الكثيرة حين تنحسر تمحو معها كل أثر ... حتي الحب
ولكنها تتمني لو افترقا وهما يسلمان علي بعضهما البعض... ويمشي كل في طريق
..
.

٢٠٠٨-٠٨-١٤

احتضان


لم أعرف لماذا توقفت عن الحديث للحظات حينما أصطدمت عيني بتلك الصوره علي الحائط
أتوقع أنها من تصميم أنثي .. لا يرغب في هذا الإحساس سوى أنثي منهكة
كنت في مكان أتناقش في عمل .. شغل جديد وعميل جديد ولابد من الانتباه التام لكلام الرجل
ولكن فجأه صمت وقلت: حلوه أوي الصوره دي
ولم أتوقع أن يفهم أو يسأل ... ولم أريد أن أبرر لماذا أعجبتني
ولكني حينها رأيت نفسي .. بالفعل
أليست الكلمات هي السبيل إلي التفاهم... هذا فقط ما أريد .. أريد من الرجل أن يحتضني بالكلمات
يقنعني ... يحتويني ... يعلمني ... يعرف كيف تكون الكلمات
أن أنعم بسكون في عالم من كلماته .. هذا السكون الذي يساعدني علي استكمال دورة الحياة
صعب أيها الرجل أن تطلب من إمرأتك أن تفهمك أو تتبع سبيلك دون أن تعرف من أنت
أري حولي الرجال يتكلمون بالساعات في العمل وفي السياسة وفي الرياضة وفي النساء حتي إذا جاء حواره مع المرأة ساد الصمت... كيف تتوقع أن تفهمك وأنت معها بلا صوت .. تتدخر صوتك للأخرين
تكلم حتي أراك (سقراط) حكمة من قديم الأزل أكتشفها من فكر واستعمل عقله
اجعل من كلماتك حضنا واسعا يحتويني بهمومي واحزاني وهدوئي وأفراحي وصخبي
علمني كيف تكون الكلمات حتي تستمع مني لما تحب
جرب هذه الوصفه وأنا أضمن النتيجة
فليست منا من تمل الأحضان
....

٢٠٠٨-٠٨-١٠

محمود درويش

...
حدثني صديقي فقال .. أنتي تعرفي معني أن شاعر يشكل وجدانك علي مدي 30 سنة؟
أعرف يا صديقي جيدا
أحس بحزنك .. ولك اروي كيف تعرفت علي محمود درويش بالصدفة
عندما إنتهيت من دراستي وكنت قد قررت القرأة في موضوعات مغايرة لمجالي العملي وتخصصي الدراسي ... وكان الشعر أحب القراءات إلي قلبي
قراءات قصيرة المدى ... يكفي بضع دقائق من القراءة ثم أقوم لأي غرض بلا اشتياق لمتابعه روايه أو كتاب يتناول قضية فكرية
كان مهرجان القراءة للجميع في بداياته ... وكنت في طريقي إلي العمل أمر علي بائع الجرائد ألتقط كتاب سعره جنيه وقروش أو على الأكثر جنيهان ... أضعه في حقيبتي وأظل أقرأ فيه كلما سمحت الفرصه ... في المواصلات .. في الاستراحة ... في أوقات الفراغ ... إلي أن أصبحت عادة
تعرفت في هذه الأيام علي بدر شاكر السياب ... عبد الوهاب البياتي .. خليل مطران .. فؤاد حداد ... أمل دنقل ... محمود درويش ... وكثيرين غيرهم ... ومع الوقت لازموني وصادقتهم وصرت أنا من يبحث عنهم ويلهث خلف كتبهم .. محمود دوريش هذا الذي تحبه أشم رائحة الوطن في كلماته وأفتقد وطنا في خيالي وأكون مثله أبحث عن وطني علي الطريق
قال : وطني لم يعطني حبي لك غير أخشاب صليبي .... ومع ذلك تغني بحبه لوطنة .. و للثورة والأمل في كل مناسبة ... وحين تكلم عن الحب اختلط الحب بجرحه بهموم وطنه .. وغربته .. لا طعم لأحدهما بدون الأخر ولا حريه لأحدهما مع سجن الأخر.. رؤيته لإمرأته يعكرها دائما الدم النازف من جرح الوطن .. مع قصائد حبه عشقت المغامرة وتمنيت المستحيل
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وجدنا غريبين يوما
و نبقى رفيقين دوما

توعد للظلم فكان الأمل لكل المعذبين في هذا الوطن
يا دامي العينين و الكفين !
إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية
و لا زرد السلاسل
نيرون مات ، ولم تمت روما
بعينيها تقاتل
الكلام عنه كثير وليس لضئيلة مثلي إلا أن تواسيك وتجد عزاءاً لنفسها
أهم قيمة للممارسات الإبداعية أن تتضمن التفاعلية مع البيئة .. هذا الرجل كان الإبداع بذاته ... وهذا النوع من البشر نحن لا نفقده بالموت فقد ترك لنا روحا منه والجميل كما تعبيرك أنه شكل وجدان .. لن يغيب إلا حين نغيب نحن أنفسنا
....

٢٠٠٨-٠٨-٠٤

صديقي

هو صديقى
تعارفنا من سنين لا نعرف اليوم عددها
وكل منا يسير في طريق
كل منا في بلد
يجمعنا نفس مجال العمل
وبعض الحب وكل الأمان
نختفي بالشهور لا يكلم أحد منا الأخر
ثم نعود ونتكلم ... نطمئن علي أحوال العائلة
هو فقط باب لفتح الحوار
يعلم أني لا أكلمه إلا حينما تضيق بي الدنيا
وأنا أعلم منه ذلك أيضا
اليوم تكلمنا
قلت له يا صديقي أنا أحبك جدا
ولا شئ أخر
كنت أتكلم عنك وتذكرت أنه يجب أن تعلم أني أحبك
ضحك ضحكه من قلبه لم أسمعها منه من قبل
وكأنه كان مشتاقا للضحك
أجاب في مرح
أشكرك .. كنت أتمني أن أسمع هذه الكلمة
افتقدها من زمن ... بل ربما نسيتها
وانهينا المكالمة في سلام

يعلم صديقي أنه ليس حب الذكر والأنثي ولكنه حب الأمان
أن يسمعك شخص يعرفك منذ كنت غرا .. وبكرا ... ولم تشوه الدنيا من تفاصيلك اي شئ

شكرا لبثينه .. التي اعادت إلي طيف صديقي الذي أحبه

..

٢٠٠٨-٠٨-٠٣

اللاز


رواية اللاز
أول رواية نشرها الكاتب الجزائري الطاهر وطار وذلك سنة 1974 وهي تعالج الصراع بين الثوار والثوار أيام الثورة التحريرية, حيث ذبح بعض الشيوعيين والمثقفين بسبب انتماءاتهم الأيديولوجية
اللاز هو شاب جزائري لقيط لا يعرف له أب .. رمز الثورة في الروايه خامل مخمور متخبط أحيانا ... بلا هدف.. ينتهك حرمات نفسه يضرب أمه ليحصل علي أموالها... ثم هو مناضل ولكنه جاهل لا يعرف كيف السبيل تظهر وطنيته حين يساعد رجال المقاومه بفطرته النقية ... هو يحتاج الي المثقفين لاشعال نار الثوره الكامنة في كيانه ... قيمة اللاز الوحيده أنه لم تثبت أبدا خيانته
يعيش اللاز وسط الناس علي أنه إبن زنا وجميع تصرفاته هي محاولات لإثبات وجوده الموصوم داخل المجتمع ... تسير أحداث الروايه ليكتشف أنه من أصل شريف من أم كانت فتاه بكر أضطرتها الاقتتالات الداخليه إلي الهرب في الغابه مع إبن عمها المثقف ليعيشا فترة مختبئين وتنجب الصبي اللاز
يسافر ابن العم زيدان سنوات طويلة ليتعلم ويعمل في الخارج ويعود بأفكار منظمة عن الثورة والوطن والتحرير .. وينصبه وعيه ليكون قياديا ضمن قيادات المقاومة ينشر فكره التحرري بين أهله .. ومن خلال اهله أيضا تنتشر كلماته
الصح هو الحق
وهذه البلاد ليس فيها حق
ولكن سيأتي يوم ولا يبقى في الوادي إلا الحجارة .. إلا الحق ... إلا الصح
ومن هنا يكون الاحتكاك بينه وبين الناس .. ثم هو يعترف بأبوته للاز
تمر الأحداث وتزداد المقاومه ويشرح الكاتب العلاقة بين المستعمر والشعب ... فهو يجندهم ليوشون بأهلهم مرات أوينتهكهم جسديا مرات أخرى .. ينعم عليهم بالطعام والخمر ليضمن ولائهم وصمتهم عن انتهاكه لهم .. اللاز هو حب المستعمر الوحيد في هذه البلد وتعلقه الشديد به يجعله يتجاوز معه في اوقات متعدده ويغفر له ويتمني لو كان شخصا غير هذا المتمرد العنيد
وتقوم الثوره بكل ما فيها من تضحيات واغتيالات لعناصر القوه في المجتمع وتنتهي ولا يتبقي سوي العجائز يقفون في طوابير ينتظرون المعاش ويتحاكون بذكرايات شهداءهم ... واللاز وقد طار عقله يردد كلمة السر ... ما يبقي في الوادي إلا الحجارة ...
النساء في القصه منتهكات او فتيات غر لا يؤثرون في المجتمع علي الاطلاق ... وهم السلاح الذي يستخدمه المستعمر أحيانا لقهر الرجال
الرواية تشرح ما ألت إليه الثورات وحركات التحرير في المنطقه ... نفس النهايات المتشابهة من حالات العجز أو الجنون
الروايه باللهجة الجزائريه ولكنها واضحة العربية ومفهومة وهي من أروع ما يكون وأعمق ما يكون

يمكن قراءة هذه الرواية أو نسخها من موقع المؤلف:


...

٢٠٠٨-٠٧-٢٩

حالات

ما أضيق المكان الذي يتحرك فيه الأنسان ... يفر من حال إلي أخر.. هارب من الحياة إلي الحياة.. وكلما علا صخبه الخارجي تدرك عمق فراغه الداخلي وبالعكس
....

شخص في حاله حب لا يسمع ولا يري .. فقط يتكلم

شخص يبدو في أحسن حالاته .. تلميحاته الجنسيه لا تتوقف

شخص في أسوأ حالاته لا يتوقف عن إهانة البشر.. لسبب وبدون

شخص مفلس يلقي النكات السخيفه كما لو كان يسخر من حاله

شخص مريض.. في حديثه عن المرض يضيف حقدا علي احقاده
...

٢٠٠٨-٠٧-٢٦

رجال

عجبا أحوال الرجال
يتقاتلون من أجل حب إمرأة وحين يمتلكونها يزهدونها
والنهايات المحتومة إما الانفصال الفعلي أو العقلى
ونحن دائما كالصيد رائع في مغامرته وموتي بعد الغنيمة
استهلك عقلى في محاولات الفهم
واخاف ان يستهلكني الوقت فلا أجد فائضاً للحياة
لماذا أيها الرجل أراك دائما وقد امتلكتني وأفخر
وحين ترى أنك امتلكتني تزهد
أسأل لماذا أسعي لكمالك وقد تعودت الحياة بضلع منتقص
لماذا لا تتقبلني كما خلقني ربي وكما تقول ضلعك الأعوج
يمتلئ صدرك بالضلوع العوجاء
لماذا تتقبلها ولا تتقبلني أولست جزءا منك
أراك أيها الإنسان لا ترى جرحى
أو ربما تستعذبه
.
.
تحديث
في روايه جين آير للكاتبة الرائعة شارلوت برونتي (1816-1855) .. مشهدا نكاء جرحا
يقول مستر روشسترر لجين:
أحس أن حبلا يخرج من ضلعي الايسر أسفل قلبي موصولاً بضلعك أسفل قلبك
أخشي إن سافرتي أن ينقطع هذا الحبل .. ولا يتوقف جرحي عن النزيف وتكون النهاية

٢٠٠٨-٠٧-٢٤

بحث صغير عن كلمه عشق

بعد حواري معك صديقى عن العشق والهوى كان مايلي:
حلم الأنثي أن تصير العاشقه والمعشوقة
وعلمي عن العشق أنه ليس القنبله التي تتفجر بالعشق .... فما يتفجر هو حاله الانجذاب
أما العشق فيأتي بعد السهر والسهد والتفكير والمراقبة والتعمق
فأنا أحس أني أحبك وأعاملك وأتلقي منك المعامله ثم تمتلكني وأراقبك
يزداد حبي قوه وتتحول مشاعري الهشة إلي قوائم صلبة مسببة
مبنية علي اساس
تتحول حالة الحب بمشاعرنا الهشة إلي حالة عشق لا يمكن زعزعتها ولو بنهاية العمر ولو بالموت
وهو كما في حالات العشق الإلهي كما قلت
ينغمس المتصوف في حالة حب الله فلا ينام ولا يهدأ ولا يتوقف عن التفكير حتي تستقر في قلبة حالة العشق
وحيث أن العشق صلة بين العابد والمعبود فيزهد من دون الله كل شئ سواه ويستغني بمعشوقه عن الدنيا وما فيها

العشق هو شجرة الحب التي تزرع ثم يراقبها الزارع ويسقيها ويسمدها ثم تطرح ثمرتها فتكون من أطعم ما تذوق وهي ليست الحقيقة ولكن لأنه استثمر فيها تعب ومراقبة فكانت علي لسانه أجمل ما يكون
إذا فالمطلوب:
شجره من صفاتها الأساس أنها مثمره
تربه خصبة للنمو
رعاية من الزارع وصبر حتي تنضج الثمار

يقول الشاعر عن العشق
أيا معشـر العشـاق بالله خبروا إذا حل عشـق بالفتى ما يصنع؟
يداري هــواه ثم يكتم ســره ويخشـع في كل الأمور ويخضع
وكيف يداري والهوى قاتـل الفتى وفـي كل يـوم قلبـه يتقطع
فإن لم يجد صبرا لكتمان ســره فليس له ســوى الموت ينفع
ســـمعنا أطـعنا ثم متنا فبلغوا سـلامي لمن كان للوصل يمنع
فلا أمل بعد ذلك في نهاية حالة عشقه
يرى ((الجاحظ))" أن العشق هو اسم لما فضل عن المقدار الذي اسمه الحب، وليس كل حب يسمى عشقاً. وإنما العشق اسم للفاضل عن ذلك المقدار، كمثل السرف اسم لما زاد على المقدار الذي يسمى جوداً".
وهناك رؤية أخرى لفلاسفة آخرون عن العشق، حيث يجدوا أن حالة العشق لاعلاقة لها بحالة الحب وحدوده، وإنما هي حالة ناتجة عن حالة الفراق بين حبيبين تضرم نار الاشتياق في مساكن النفس المتلهفة لرؤية الحبيب.

وفي الطب العربي القديم كان العشق في بعض الأحيان يسأل عنه الطبيب كحالة مرضية واعتبر العشق على أنه شكل مفرط من أشكال المحبة. وفي الوقت الذي ينظر فيه إلى الحب على أنه أسمى عاطفة يتحلى بها الإنسان، فقد اعتبر العشق أنه عبارة عن حالة مرضية تحدث نتيجة للمغالاة الشديدة في الحب، مما ينعكس ذلك بآثار سلبية على شخصية العاشق تتظاهر باضطرابات جسمية، فضلا على الاضطرابات السلوكية والتي كثيرا ما تدفع الشخص المصاب لأن يرتكب تصرفات غير عقلانية.
عليه فإن العشق حالة لرد فعل الحب ذاته، يساهم بها عاملين: تنامي مكونات الحب وخروجها عن حدودها المفترضة، وعامل الفراق الذي يمتد لهيبه ليطال مساكن الجسد. وعموماً أن حالة الحب والعشق وعوامله، هي أفعال لاشعورية تختص بها الروح أكثر من الجسد لكن الأخير يتداعى، بتداعي الروح ذاتها ويتعافى بعافيتها. ولاعلاج لتداعي الجسد من حالة العشق، دون معالجة الروح ذاتها التي لاتستقر ولاتتعافى إلا بلقاء المعشوق!.
...
.