٢٠٠٨-١٠-٢٩

الصخر والماء

فوق صخور الشاطئ بعد رحلة القفز من الأسوار والهروب من الحرس الخاص ومحاولة الدخول في الممنوع يصلان أخيرا إلي الماء يحذرها من السقوط علي الصخور الحادة فبشرتها لن تتحمل هذه الأسنان المدببة
ويلقي بملاحظة ... هذه الصخور الحادة هاجمها الماء كثيرا فتت أجزاءها الرقيقة وترك فقط الصلب والحاد .. قهرها الماء وأنتهكها لذلك هي تقف صلبة لتنتهك كل من يمر عليها
ثم يقول تعملين أنه هكذا البشر ... كل من تعرض لقهر يتحول إلي وحش يقطع في كل من يمر عليه يتخفي في ظاهره الحاد ليخفي ضعفه.. وأحيانا فشله.
لم أستطيع استخدام ألفاظة الأدبية الناعمة أوألفاظة الشريرة التي شرح بها الحالة ولا أستطيع أن أصف كيف كانت التلقائية ولكنه كان عميق ...
صديق استعرت كلماته لأنها لامست مكانا في نفسي ... وسمح لي أن أتشارك فيها مع أخرين

يكره الصخر فى أعماقه الماء
كما تحقد تلك المرأة الأم على ابنتها التى تحب
فى الصباح كنت ارقب كوبا من الماء فى اندهاش
بالأمس كنت ارقب حفرات فى جسد الصخر باندهاش
ذلك البحر الهادر الهادئ فى كوب الماء يثقب الصخر......... يفتته
تلك الام .. ذلك الاب ... ذلك الجدار الهش ..... يحمى ثقوبا فتتها الماء
الحقيقة
يخفون الحقيقة
وكما الصخر المفتت على شط الماء يحمى شرف صلابته بانه يتحدد
يتحدى أقدام العاشقين فى أخر المساء
ينتقم لشرف صلادته المزعومة من أقدام عاشقين صغيريين
ليحمى سوأه أن الماء الهادئ الهادر كشف خواءه الداخلى حطم اسطورة صلادته المزعومة
الحقيقة
الخواء
الأم والبنت والصخر والماء
الحب يثقب الصلادة يفتتها
والصخر يخشى كوبا من الماء
م/ حسام يوسف
....

٢٠٠٨-١٠-٢٣

كأنني نوت




إعلم أيها المتكبر أنك لن تري سعادتك بعينيك ما دمت لا تري بهما إلا ذاتك ..
لك عيون تدورفي كل الاتجاهات ... خُلقت لتري بها ما حولك
فلتسقطها علي تفاصيلي مرة أخيرة لتنتشي روحك ببهائي ...
فأنا الربة علي أرضي ... ُأسقط المطر الذي يروي وتتفرع الأشجار لتظلك بأمري.
وأنا ربتك الأولي.. ربة هاربة من برديات قديمة معي بقايا من الحكمة والسحر
تلك حقيقتي التي تكرهها ... الحقيقة التي تري فيها نفسك عبدا
.. فأنا لا أعاشر سوي رب مثلي قادر علي رعاية شعبي وحماية أرضي

يخرج من الشمس أيديها كل صباح لتربت علي كتف أبنائي
هذا الذي يغني كل يوم للنعناع والأطفال... رب لا يطال العبس جبينه أبدا
يوزع البذور والأناشيد بالعدل ويحمل الطعام للمجاذيب
رب لا يفزع ولا يمل السير في طرقات المدينة ولا يرهقه صوت الهدير
كرع الذي يغرب في أخر اليوم لينام في أحشائي حتي إذا جاء الصباح كان ميلاده الجديد



.....

٢٠٠٨-١٠-٢١

الإسكندرية بين حكاية الجد ورواية العاشق



روايتان بالأبيض والأسود عن الإسكندرية في فترة زمنية متشابهه
حكاية الجد (زهرة الخشخاش) لخيرى شلبى
ورواية العاشق (لا أحد ينام في الإسكندرية) لإبراهيم عبد المجيد
كان وما زال من الصعب محاولة الحياد في وصف الروايتين .. خاصة أنها أعمال إنسانية وبها بعض التفاصيل التاريخية والتوثيقية.
فمع ذاكرة ضعيفة أتذكر بوضوح إحساسي بالإحباط الشديد فور إنتهاء قراءة زهرة الخشخاش حيث النهاية السعيدة للأخيار والجزاء العادل للأشرار مع أنه علي طول الروايه لم أجد أخيار علي الأطلاق ...
الموضوع تلخص في إنصاف الفتي المتعلم من أصول ريفية بخروجه إلي دائرة المجتمع العامل المثقف في نهاية الرواية كنوع من الإعلاء لنتائج ثورة يوليو 52 في تصفية المجتمع المصري من أغنياء ما قبل الثورة وليس أكثر
الرواية حصرت الاسكندرية في شارعين وبيت ومكتب وأعمام مهاجرين من الريف وعلاقات بين المصرين واليهود المقيمين حيث يصورهم الكاتب علي انهم مصدر كل الفساد الأخلاقى والأنفلات والغش التجارى في هذا العالم في حين أنه في هذه الفترة كان السلام بين الطوائف هو من أهم سمات المجتمع السكندرى.
الروايه تصف حياة طبقة فوق المتوسطة في مرحلة كان فيها الفقر من نصيب عامة الشعب... وتكشف ما وراء الأبواب التي يدخلها البطل الفلاح الصغير الذي يعاشر المدينة لأول مرة ... ويتعايش مع الأسياد ويشارك تفاصيلهم من بعيد بسبب الاحتياج المادى في البداية ثم الطموح بعد ذلك.
في مرحلة أراها من أهم مراحل تكوين مصر الحديثة - حيث روح الثورة بدأت تدخل القلوب والمتعلمين زهور تتفتح - لم يوجد نموذج واحد قدوة على طول الرواية والأحداث كلها في تسلسل قدري بحت .. من صدفة لأخري ولا ملامح للعالم خلف أبواب الأبطال المغلقة دائما
وفي نهاية القصة تصفو الحياة أخيرا للبطل وينتقل للسكن من بيت الأشرار لمكان هو بالنسبه له حلم يتحقق ... علي بعد أمتار من سكنه القديم بيتهم الذي يراه من نافذته الجديدة كل يوم..
هي حكايات الجد يختصر الأماكن ويركز علي الأفراد.
رواية بديكورات داخلية.. قليلة المشاهد الخارجية ... رأيت الإسكندرية في الرواية مهمشة وكان من الممكن استبدالها بأي مدينة أخري دون الإخلال بسياق الأحداث .. لا أماكن واضحة تحمل ذكريات ولا علاقات البحر المتوسط الدافئة التي تصهر جميع الجنسيات وجميع اللهجات لتعطي لون ومذاق الإسكندرية الحق.

...


لا أحد ينام في الاسكندرية ..

رواية تأرخ للإسكندرية في الفترة من بداية إعلان الحرب العالمية الثانية وإلي يوم إعلان إنتهاءها حيث ظهر إسم الاسكندرية علي خريطة العالم وكان موضع انتباه وكيف أقحمتها أنجلترا في الحرب, كذلك تستعرض الرواية شكل الإسكندرية وأحياءها الشعبية وتفاصيل الحياة اليومية في فترة الأربعينات. كما جسدت الانصهار بين المسلمين والمسيحين الذي طالما اشتهرت به الاسكندريه. التسامح والقبول لكل ما هو إنسانى.
في الرواية الناس متعاطفين مع بعضهم ساعة اليسر وساعة الغارة وساعة الهجرة.
ومازلت الإسكندرية هكذا حتي اليوم صعب أن تحس فيها بفجاجة الانتقال بين الطبقات الاجتماعية كما فى مدن أخرى .. الفروق الاخلاقية ربما غير واضحة .. لعل السبب فى هواء البحر وكمية الأزرق في الألوان التي تسيطر علي الأماكن... وتلك الرائحة التي يعرفها الغريب عند دخوله المدينة وتصبغ علي الجميع هدوء نفسي وصفاء.
أولئك الموعودون بالغربة ... علاقة حميمة ودفء بين جميع الوافدين إلي المدينة بحثا عن الرزق في فترة عصيبة مرت علي العالم
يسير أبطال الرواية يقطعون جميع مناطق الاسكندرية القديمه فتتخيلها تماما كما هي الأن ولكن أكثر اتساعا ونظافة وألوان تري المدينة أكثر جمالا وهدوءا والناس رغم الفقر متأنقين .. بملابس العمل أو بالجلباب أو بالبدلة .. بالملابس الضيقة الملونة أو بالملاية اللف والبرقع .. الكل يتحرك في صورة جميلة.. تشم رائحة القهوة في شوارع محطة الرمل وتري السمك اللامع بين يدي الصيادين في الحلقة وعلي شاطئ الملاحات. الأطفال في ملابس العيد والميادين خضراء و تتسع للجميع, تمثال محمد على بنفس شموخه. لوحات يرسمها عاشق لهذه المدينة. مناطق ماتزال قائمة حتي اليوم مثل إمرأة جميلة مر عليها الزمن فهي في الشيخوخة ولكن مازالت روحها بنفس الجمال.
اللحظات المؤلمة في الرواية يتحول فيها كل عذاب إلي اسطورة ..صراع الحب بين المسيحية والمسلم يتحول إلي طاقة لخدمة الله والناس ... موت رفيق الكفاح يتحول لأسطورة الملاك الذي يرتفع علي حصان إلي السماء. والكاتب بمنتهي الحنان في الوصف يجعلك تتمني أن تختفي كل قوانين الطبيعة في هذه اللحظة وتتحقق الأساطير.
في المدينة السمحة تكتشف أن الأيات القرآنية قابلة للتطبيق علي جميع البشر .. كذلك الصلوات المسيحية هي لكل الناس لو دعوت بها في اي وقت هي كلمات للاستجابة.
نماذج إنسانية طيبة .. أري جدتي وهي شابة تتحرك وسط هؤلاء الناس أشياء كانت تحكيها لي أقرأها في سطور الكتاب محتواها أدب الناس واحترامهم لبعض.
في الثلث الأخير من الكتاب الدموع متلازمة بين كل حدث وأخر.
لا أحد ينام في الاسكندرية .. حيث دمرت الحرب المدينة .. وهاجر منها أغلب الناس .. ولكنى مازلت لا أستطيع أن أتخيلها خراب.
مع أنتهاء الحرب تقام الاحتفالات والأنوار تملأ المدينه والسماء وقلوب الناس ... يعود المهجرون إلي بيوتهم فيعيدوا بناء ما هدمتة الغارات.
وتستكمل الإسكندرية عملها اليومي في توزيع النورعلي الدنيا واحتواء الغرباء.

...

٢٠٠٨-١٠-١٢

حديث الصباح



تعلمين أنك لم تأتي إلي هذه الدنيا كعابر عادي
حتي أرقامك هي مصادفات منظمة بدأت من يوم ميلادك
... ولم تنتهي حتي اليوم
تعلمينها وتفخرين بها رغم تواضعك المزيف
أحسدك علي ذاتك.. دائما محاطة بالحب... ومحاطة بالرائعين
وتذكرين دائما نبوءة الصبا.. هذا الحلم البعيد الذي تنتظرين
كل الأحلام قصيرة المدي التي تتحقق هي لكِ علامات .. وبدايات
كل المحاولات البائسة في خلق نموذجك من بين العابرين حولك لم تصل بكِ إلي نتيجة ... ولا تهتمين ..
ففي الصندوق سنوات مختزنة مجهزة لفعل الحياة في أي وقت
ذاكرتك القصيرة التي تلقي بكل الأحزان أولاً بأول ... تَذَكري هذه المنحه فهي نادرة
وتذكري كل المنح الأخري المرسلة إليك وحدك وتقرأينها بين السطور
تذكري أنك اليوم بنفسك بلا خجل مازلت منتظرة.. ولا مانع... فلم ينتهي الوقت بعد
وحاولي أن لا تبتعدي كثيرا فأفتقدك ...
ولا تنسي أن أعملي بلا كلل فلا ندري أنا أو أنت متي الميعاد

....

٢٠٠٨-١٠-٠٨

صديقاتى


أردت أن أسمعهن أن الصديق البعيد الذي يحس اختلافى خير من رفيق يراني كالأخرين


داخل مطعم للمأكولات السريعة
قاما ورقصا معا رقصه حميمة علي موسيقي القاعه وسط دهشة من الجميع
وبعد اسبوع وقبل لقاءهما التالي أخبروها أنه مات
لا تتذكر منه سوي الرقصه .. ولا تريد إلا أن تموت عذراء فيتزوجها في عالم أخر
----------
بالاضافة لكل مشكلات العالم يلومونها بشدة لأنها تصاحب مسلمة
تدافع عن نفسها وتقول بهذا أمرني ربنا أن أحب كل البشر
تبكي معى بحرارة من النبذ ولكنها تصر وتقول مازلت فخورة بنفسي
-----
جلست معنا مبتسمة ترتدى زينتها الشعبية وتتكلم بالفرنسية
تهرب من وجوده المحزن بكل الصور فلا تستطيع
لقد طبع ملامحه علي وجهها وملابسها وزينتها
ظلت تريده أن يكون رجل حياتها وهي تعرف أنه لا يصلح
ومازالت تخشى أن تتكلم عن ما فيه من سوء أمام الناس فيفقد احترامه
------
ظلت تحبه سنوات ... سرا بينها وبين نفسها
حتى إذا أراد هو أن يتزوجها
مرت سنوات وجاءت بطفلتين مستنسختين منه
و حتي الأن لم تستطع أن تخرج من سنوات حبها الصامت
------
شخصية تشبه جميلات الأبيض والأسود أراقبها جيدا منذ أن عرفتها
هل هي فعلا بتلك البساطة ؟
أتابع الأيام وأنتظر أي جديد
لا أصدق أن هناك إنسانا بهذا الكمال
-----
هي مثل كيك البراوني الساخن بالآيس كريم
ممتلئة الحجم... والروح .. زينتها العطر
حياتها أوراق مبعثرة تملأ بها كل الفراغات.. لا تسمع لها صمت
كلماتها متشابكة كأنها شال غزلته أم لإبنتها ليدفئها في ليل الشتاء
-----
تتحمل تقلباتي.. وتعليقاتي السخيفه علي ملابسها
وأتحمل غضبها الذي تصبة عندى بلا ذنب
كثيرا نهرب من كل الناس ومن كل الأشياء بحجج واهية فقط لنقضي ساعات على البحر نبتعد عن كل الصخب ونتكلم
... أو لا نتكلم فلا يهم
-----
هذه الوحيدة
أتصفح صورنا معا ونحن أطفال وأتعجب لهذا الهدوء الذى يغلفها
اليوم أتصفح وجهها والهدوء مازال يسكنها
وأتعجب كيف اجتازت كل عواصف العمر التي هاجمتها ولم يهجرها ذلك الهدوء


٢٠٠٨-١٠-٠١

أشياء لن تقال


أكثر من مرة أرادت أن تصرخ في صديقها أو ترد عليه برسالة قصيرة
أنت تظلمني بنصائحك كما تُظلم كثيرات من النساء
تريدني أن أحتويه .. وهو الذي يعتصرني حتي النخاع
يستخرج كل طاقاتي ويستنفذها في رقصته الشهيرة
تلك الرقصة التي ينسي فيها العالم ولا يتذكر سوي رجولته المجروحة مسبقا من نساء الأرض جميعا

هذا الرجل بالذات حين يقول "انتِ رائعة"
أتمني لو تتوقف كل ساعات الأرض ولا تمر هذه اللحظة
حينها أتذكر يوم طفوله كنت اطارد فراشة ملونة ولا استطيع ان امسكها

تراه في حلم ينظر إليها وهي بلا حجاب .... وتراه رئيسها وعلي وجهه إبتسامة مع أنها لم تنجز كل الأعمال
تجاهد حتي تستيقظ من ذلك الحلم وحين تفيق تعجب لما تعرت هكذا أمامه!!

ضمن كل البيوت المهجورة أكتشفت أن بيتي فى قلبي
ويبدو أنه لم يأتى بعد من يفهم ديكوراتي المبتكرة وسيرياليتي الصارخة
فيسكنه معي .. أو يقلده بعيدا من فرط الإعجاب

في رؤية خاطفة... فَقدت ماسة وأمسك أخري في يدي
أبحث عنها كثيرا في كل الأماكن وأسأل كل الناس
.... هل هي ذاتي مافقدتها أم التي مازالت في يدى؟

لماذا هي كذلك فيروز حينما تغني وحيدة؟
ولماذا هو لا يسمعها أبدا؟
بعد كل هذه السنوات ألم يدله أحد أنها كانت تغني له!!

....