٢٠٠٨-١٠-٢٣

كأنني نوت




إعلم أيها المتكبر أنك لن تري سعادتك بعينيك ما دمت لا تري بهما إلا ذاتك ..
لك عيون تدورفي كل الاتجاهات ... خُلقت لتري بها ما حولك
فلتسقطها علي تفاصيلي مرة أخيرة لتنتشي روحك ببهائي ...
فأنا الربة علي أرضي ... ُأسقط المطر الذي يروي وتتفرع الأشجار لتظلك بأمري.
وأنا ربتك الأولي.. ربة هاربة من برديات قديمة معي بقايا من الحكمة والسحر
تلك حقيقتي التي تكرهها ... الحقيقة التي تري فيها نفسك عبدا
.. فأنا لا أعاشر سوي رب مثلي قادر علي رعاية شعبي وحماية أرضي

يخرج من الشمس أيديها كل صباح لتربت علي كتف أبنائي
هذا الذي يغني كل يوم للنعناع والأطفال... رب لا يطال العبس جبينه أبدا
يوزع البذور والأناشيد بالعدل ويحمل الطعام للمجاذيب
رب لا يفزع ولا يمل السير في طرقات المدينة ولا يرهقه صوت الهدير
كرع الذي يغرب في أخر اليوم لينام في أحشائي حتي إذا جاء الصباح كان ميلاده الجديد



.....

٢٠٠٨-١٠-٢١

الإسكندرية بين حكاية الجد ورواية العاشق



روايتان بالأبيض والأسود عن الإسكندرية في فترة زمنية متشابهه
حكاية الجد (زهرة الخشخاش) لخيرى شلبى
ورواية العاشق (لا أحد ينام في الإسكندرية) لإبراهيم عبد المجيد
كان وما زال من الصعب محاولة الحياد في وصف الروايتين .. خاصة أنها أعمال إنسانية وبها بعض التفاصيل التاريخية والتوثيقية.
فمع ذاكرة ضعيفة أتذكر بوضوح إحساسي بالإحباط الشديد فور إنتهاء قراءة زهرة الخشخاش حيث النهاية السعيدة للأخيار والجزاء العادل للأشرار مع أنه علي طول الروايه لم أجد أخيار علي الأطلاق ...
الموضوع تلخص في إنصاف الفتي المتعلم من أصول ريفية بخروجه إلي دائرة المجتمع العامل المثقف في نهاية الرواية كنوع من الإعلاء لنتائج ثورة يوليو 52 في تصفية المجتمع المصري من أغنياء ما قبل الثورة وليس أكثر
الرواية حصرت الاسكندرية في شارعين وبيت ومكتب وأعمام مهاجرين من الريف وعلاقات بين المصرين واليهود المقيمين حيث يصورهم الكاتب علي انهم مصدر كل الفساد الأخلاقى والأنفلات والغش التجارى في هذا العالم في حين أنه في هذه الفترة كان السلام بين الطوائف هو من أهم سمات المجتمع السكندرى.
الروايه تصف حياة طبقة فوق المتوسطة في مرحلة كان فيها الفقر من نصيب عامة الشعب... وتكشف ما وراء الأبواب التي يدخلها البطل الفلاح الصغير الذي يعاشر المدينة لأول مرة ... ويتعايش مع الأسياد ويشارك تفاصيلهم من بعيد بسبب الاحتياج المادى في البداية ثم الطموح بعد ذلك.
في مرحلة أراها من أهم مراحل تكوين مصر الحديثة - حيث روح الثورة بدأت تدخل القلوب والمتعلمين زهور تتفتح - لم يوجد نموذج واحد قدوة على طول الرواية والأحداث كلها في تسلسل قدري بحت .. من صدفة لأخري ولا ملامح للعالم خلف أبواب الأبطال المغلقة دائما
وفي نهاية القصة تصفو الحياة أخيرا للبطل وينتقل للسكن من بيت الأشرار لمكان هو بالنسبه له حلم يتحقق ... علي بعد أمتار من سكنه القديم بيتهم الذي يراه من نافذته الجديدة كل يوم..
هي حكايات الجد يختصر الأماكن ويركز علي الأفراد.
رواية بديكورات داخلية.. قليلة المشاهد الخارجية ... رأيت الإسكندرية في الرواية مهمشة وكان من الممكن استبدالها بأي مدينة أخري دون الإخلال بسياق الأحداث .. لا أماكن واضحة تحمل ذكريات ولا علاقات البحر المتوسط الدافئة التي تصهر جميع الجنسيات وجميع اللهجات لتعطي لون ومذاق الإسكندرية الحق.

...


لا أحد ينام في الاسكندرية ..

رواية تأرخ للإسكندرية في الفترة من بداية إعلان الحرب العالمية الثانية وإلي يوم إعلان إنتهاءها حيث ظهر إسم الاسكندرية علي خريطة العالم وكان موضع انتباه وكيف أقحمتها أنجلترا في الحرب, كذلك تستعرض الرواية شكل الإسكندرية وأحياءها الشعبية وتفاصيل الحياة اليومية في فترة الأربعينات. كما جسدت الانصهار بين المسلمين والمسيحين الذي طالما اشتهرت به الاسكندريه. التسامح والقبول لكل ما هو إنسانى.
في الرواية الناس متعاطفين مع بعضهم ساعة اليسر وساعة الغارة وساعة الهجرة.
ومازلت الإسكندرية هكذا حتي اليوم صعب أن تحس فيها بفجاجة الانتقال بين الطبقات الاجتماعية كما فى مدن أخرى .. الفروق الاخلاقية ربما غير واضحة .. لعل السبب فى هواء البحر وكمية الأزرق في الألوان التي تسيطر علي الأماكن... وتلك الرائحة التي يعرفها الغريب عند دخوله المدينة وتصبغ علي الجميع هدوء نفسي وصفاء.
أولئك الموعودون بالغربة ... علاقة حميمة ودفء بين جميع الوافدين إلي المدينة بحثا عن الرزق في فترة عصيبة مرت علي العالم
يسير أبطال الرواية يقطعون جميع مناطق الاسكندرية القديمه فتتخيلها تماما كما هي الأن ولكن أكثر اتساعا ونظافة وألوان تري المدينة أكثر جمالا وهدوءا والناس رغم الفقر متأنقين .. بملابس العمل أو بالجلباب أو بالبدلة .. بالملابس الضيقة الملونة أو بالملاية اللف والبرقع .. الكل يتحرك في صورة جميلة.. تشم رائحة القهوة في شوارع محطة الرمل وتري السمك اللامع بين يدي الصيادين في الحلقة وعلي شاطئ الملاحات. الأطفال في ملابس العيد والميادين خضراء و تتسع للجميع, تمثال محمد على بنفس شموخه. لوحات يرسمها عاشق لهذه المدينة. مناطق ماتزال قائمة حتي اليوم مثل إمرأة جميلة مر عليها الزمن فهي في الشيخوخة ولكن مازالت روحها بنفس الجمال.
اللحظات المؤلمة في الرواية يتحول فيها كل عذاب إلي اسطورة ..صراع الحب بين المسيحية والمسلم يتحول إلي طاقة لخدمة الله والناس ... موت رفيق الكفاح يتحول لأسطورة الملاك الذي يرتفع علي حصان إلي السماء. والكاتب بمنتهي الحنان في الوصف يجعلك تتمني أن تختفي كل قوانين الطبيعة في هذه اللحظة وتتحقق الأساطير.
في المدينة السمحة تكتشف أن الأيات القرآنية قابلة للتطبيق علي جميع البشر .. كذلك الصلوات المسيحية هي لكل الناس لو دعوت بها في اي وقت هي كلمات للاستجابة.
نماذج إنسانية طيبة .. أري جدتي وهي شابة تتحرك وسط هؤلاء الناس أشياء كانت تحكيها لي أقرأها في سطور الكتاب محتواها أدب الناس واحترامهم لبعض.
في الثلث الأخير من الكتاب الدموع متلازمة بين كل حدث وأخر.
لا أحد ينام في الاسكندرية .. حيث دمرت الحرب المدينة .. وهاجر منها أغلب الناس .. ولكنى مازلت لا أستطيع أن أتخيلها خراب.
مع أنتهاء الحرب تقام الاحتفالات والأنوار تملأ المدينه والسماء وقلوب الناس ... يعود المهجرون إلي بيوتهم فيعيدوا بناء ما هدمتة الغارات.
وتستكمل الإسكندرية عملها اليومي في توزيع النورعلي الدنيا واحتواء الغرباء.

...

٢٠٠٨-١٠-١٢

حديث الصباح



تعلمين أنك لم تأتي إلي هذه الدنيا كعابر عادي
حتي أرقامك هي مصادفات منظمة بدأت من يوم ميلادك
... ولم تنتهي حتي اليوم
تعلمينها وتفخرين بها رغم تواضعك المزيف
أحسدك علي ذاتك.. دائما محاطة بالحب... ومحاطة بالرائعين
وتذكرين دائما نبوءة الصبا.. هذا الحلم البعيد الذي تنتظرين
كل الأحلام قصيرة المدي التي تتحقق هي لكِ علامات .. وبدايات
كل المحاولات البائسة في خلق نموذجك من بين العابرين حولك لم تصل بكِ إلي نتيجة ... ولا تهتمين ..
ففي الصندوق سنوات مختزنة مجهزة لفعل الحياة في أي وقت
ذاكرتك القصيرة التي تلقي بكل الأحزان أولاً بأول ... تَذَكري هذه المنحه فهي نادرة
وتذكري كل المنح الأخري المرسلة إليك وحدك وتقرأينها بين السطور
تذكري أنك اليوم بنفسك بلا خجل مازلت منتظرة.. ولا مانع... فلم ينتهي الوقت بعد
وحاولي أن لا تبتعدي كثيرا فأفتقدك ...
ولا تنسي أن أعملي بلا كلل فلا ندري أنا أو أنت متي الميعاد

....

٢٠٠٨-١٠-٠٨

صديقاتى


أردت أن أسمعهن أن الصديق البعيد الذي يحس اختلافى خير من رفيق يراني كالأخرين


داخل مطعم للمأكولات السريعة
قاما ورقصا معا رقصه حميمة علي موسيقي القاعه وسط دهشة من الجميع
وبعد اسبوع وقبل لقاءهما التالي أخبروها أنه مات
لا تتذكر منه سوي الرقصه .. ولا تريد إلا أن تموت عذراء فيتزوجها في عالم أخر
----------
بالاضافة لكل مشكلات العالم يلومونها بشدة لأنها تصاحب مسلمة
تدافع عن نفسها وتقول بهذا أمرني ربنا أن أحب كل البشر
تبكي معى بحرارة من النبذ ولكنها تصر وتقول مازلت فخورة بنفسي
-----
جلست معنا مبتسمة ترتدى زينتها الشعبية وتتكلم بالفرنسية
تهرب من وجوده المحزن بكل الصور فلا تستطيع
لقد طبع ملامحه علي وجهها وملابسها وزينتها
ظلت تريده أن يكون رجل حياتها وهي تعرف أنه لا يصلح
ومازالت تخشى أن تتكلم عن ما فيه من سوء أمام الناس فيفقد احترامه
------
ظلت تحبه سنوات ... سرا بينها وبين نفسها
حتى إذا أراد هو أن يتزوجها
مرت سنوات وجاءت بطفلتين مستنسختين منه
و حتي الأن لم تستطع أن تخرج من سنوات حبها الصامت
------
شخصية تشبه جميلات الأبيض والأسود أراقبها جيدا منذ أن عرفتها
هل هي فعلا بتلك البساطة ؟
أتابع الأيام وأنتظر أي جديد
لا أصدق أن هناك إنسانا بهذا الكمال
-----
هي مثل كيك البراوني الساخن بالآيس كريم
ممتلئة الحجم... والروح .. زينتها العطر
حياتها أوراق مبعثرة تملأ بها كل الفراغات.. لا تسمع لها صمت
كلماتها متشابكة كأنها شال غزلته أم لإبنتها ليدفئها في ليل الشتاء
-----
تتحمل تقلباتي.. وتعليقاتي السخيفه علي ملابسها
وأتحمل غضبها الذي تصبة عندى بلا ذنب
كثيرا نهرب من كل الناس ومن كل الأشياء بحجج واهية فقط لنقضي ساعات على البحر نبتعد عن كل الصخب ونتكلم
... أو لا نتكلم فلا يهم
-----
هذه الوحيدة
أتصفح صورنا معا ونحن أطفال وأتعجب لهذا الهدوء الذى يغلفها
اليوم أتصفح وجهها والهدوء مازال يسكنها
وأتعجب كيف اجتازت كل عواصف العمر التي هاجمتها ولم يهجرها ذلك الهدوء


٢٠٠٨-١٠-٠١

أشياء لن تقال


أكثر من مرة أرادت أن تصرخ في صديقها أو ترد عليه برسالة قصيرة
أنت تظلمني بنصائحك كما تُظلم كثيرات من النساء
تريدني أن أحتويه .. وهو الذي يعتصرني حتي النخاع
يستخرج كل طاقاتي ويستنفذها في رقصته الشهيرة
تلك الرقصة التي ينسي فيها العالم ولا يتذكر سوي رجولته المجروحة مسبقا من نساء الأرض جميعا

هذا الرجل بالذات حين يقول "انتِ رائعة"
أتمني لو تتوقف كل ساعات الأرض ولا تمر هذه اللحظة
حينها أتذكر يوم طفوله كنت اطارد فراشة ملونة ولا استطيع ان امسكها

تراه في حلم ينظر إليها وهي بلا حجاب .... وتراه رئيسها وعلي وجهه إبتسامة مع أنها لم تنجز كل الأعمال
تجاهد حتي تستيقظ من ذلك الحلم وحين تفيق تعجب لما تعرت هكذا أمامه!!

ضمن كل البيوت المهجورة أكتشفت أن بيتي فى قلبي
ويبدو أنه لم يأتى بعد من يفهم ديكوراتي المبتكرة وسيرياليتي الصارخة
فيسكنه معي .. أو يقلده بعيدا من فرط الإعجاب

في رؤية خاطفة... فَقدت ماسة وأمسك أخري في يدي
أبحث عنها كثيرا في كل الأماكن وأسأل كل الناس
.... هل هي ذاتي مافقدتها أم التي مازالت في يدى؟

لماذا هي كذلك فيروز حينما تغني وحيدة؟
ولماذا هو لا يسمعها أبدا؟
بعد كل هذه السنوات ألم يدله أحد أنها كانت تغني له!!

....

٢٠٠٨-٠٩-٢٩

السلام مع الأخر


تبدأ القصة في فصول الكلية حين يُصر استاذنا -أدام الله عليه الصحة وطول العمر- أن نقضي ساعتين يوميا طوال برنامجنا العملي الممتد أربعة أيام أسبوعيا طوال العام الدراسي في نقاش في كل شئ وعن كل شئ
نبدأ بمشروع الدرس وننتهي بالأدب ... أو النقد ... أو التاريخ .... ثقافة وتجارب الأخرين
لم يكن بيننا طالب بلا رأي أو شخصية... تعلمنا كلمة أسمها الهوية لم نسمع عنها من قبل
اضطررنا -لمواجهة هذا الوضع الذي فرض علينا- إلي ممارسة القراءة فقط لتلافي الحرج أمام معلمنا ... فنحن بصراحة في كلية الفنون جئنا من بيوتنا لنلون ونلعب بالطين

أتذكر أول سؤال أجيب عليه خارج الدرس "إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا" صدق الله العظيم .... ما هي الأمانة؟ وأتذكر أني أول من رد بلا تفكير .... العقل
وساد صمت فأحمر وجهي ووددت لو أختفي من القاعة ... كانت إجابة صحيحة ولكنه أراد أن يسمح بصمتة لأخرين أن يضيفوا أي شئ ... كان ذلك من سنين طويلة... ولكنه منهج أختاره بذكاء خلق به مجموعة من أفضل الأفراد الذين أتشرف اليوم بكونهم زملائي

استعدت اليوم هذه الذكري لأن صديق عزيز يشكو من تسرع بعض الشباب بالرد في غير محله بل والمجادلة بغير حجة أو فهم حقيقي للأمور ...
قطعا الموقف يؤذي ويحبط ويفقد الأمل في تعاملات راقية مع الناس خاصة إن تكرر
هذا الأمر دعاني للتفكير في علاقة الفرد بالأخر ... وعن مقدار السلام الذي يبثة المرء في حواره مع الأخر
تساؤلات كثيرة عن معني الحوار وصلت بي في النهاية إلي أن الحوار القيم بين الناس اقترب من التلاشي
حيث يستبيح بعضنا إهدار طاقات الأخر بجهالة بدلا من استثمار الوقت والجهد في صقل النفس وإكتساب الثقة بها
كما يبذل البعض جهدا لاستفزاز مشاعر الأخر السلبية أو لإخراج شخص عن شعوره ... وبلا فائدة
ثم أسأل لماذا يصر بعضنا آن يقف عند موقف بعينه ويصر علي إنه مقياس لإثبات الذات؟
هل الناس تفتقد سلامها مع بعضها لأنها تفتقد سلامها النفسي أولا؟
وفي المقابل لماذا نسمح للبعض باستهلاك سلامنا النفسي وهو ما نبذل الكثير للحصول عليه؟

الجهل
الكِبر
العناد
الغرور
كلها أشياء تصور للبعض أنه من حقه استباحة الأخرين
مع أن كلنا قابلين للنقد وكلنا قابلين للتعلم بل والإصلاح أيضاً.. فقط حين نريد
الأمر ليس دينيا إنما سلوك وأخلاقيات مازالت موجوده لدي البعض ولكنها لم تعد ترسخ مثلما كانت بالأمس
تعلمت من طفولتي فضل الكبير ولذلك أري جرما في فكرة عدم احترام الأخر .. ورغم ذلك أصر علي أن يناديني أطفال العائلة والأصدقاء باسمي مجرد بلا ألقاب حيث أنه لا ضير أن نتعامل بندية في بعض الأوقات فيرتفعون إلي مكاني بسلم من الاحترام
علي جانب أخر لا أجد عيبا في أن أواجه المواقف بمنتهى القوة والعنف طالما بالمنطق والحجة ... والمجرب أن الموقف عادة ما ينتهي بسلام لا قطيعة ولا دماء سائلة علي وجه الطرفين
فعلي الشخص أن يعامل الناس تماما كما يحب أن يعاملوه... حكمة من زمن أكثر هدوءا وتطبيقها أصبح صعبا ولكنها لزاما علينا اليوم حتي نستطيع الاحتفاظ بالحد الأدني من الأخلاق
بعض الإنصات بدلا من الكلام ...
التأمل من وقت لآخر فيما جري وما يجري
إكتشاف الاجابات الصحيحه لأسئلتنا بجهد أنفسنا بدلا من الحصول عليها من الغير
أري قيمة الشخص تزيد حين يتعامل مع الناس بقدره الحقيقي فيكتسب احتراما علي ما فيه من قوة ويكتسب تعاطفا ومساندة علي ما به من نقص.
هكذا يأتي السلام الداخلي... من معرفة الإنسان لحجمه الحقيقي ... محايدا بلا غرور ... أو إحساس بالدونية
فلعل بعضا من السلام الداخلي يساعدنا علي التعامل بسلام مع الأخر .

في فترة من الفترات رفعت منظمة اليونيسكو وهي الجزء المختص بالتعليم والعلوم والثقافة التابع للأمم المتحدة شعار " السلام بين أيدينا" ... ربما يكون شعارا دوليا تقوم علي تنفيذه مؤسسات وحكومات ولكنه شعار يحتاج إلي ممارسة يومية علي مستوي الأفراد.

إلي صديقي ومن هم في مكانه... لا تحزن ممن يسيئون فهم في العاده يجهلون القيم الانسانية .. لا يعرفون أنفسهم فكيف يعرفون الأخرين.
....

٢٠٠٨-٠٩-٢٥

إلى أين ؟

إلى أين تنأين عن جاذبية شيءٍ مقدّرْ
يشدك قسرًا إليه؟

رويدك مَهْمَا تشبثت أنت بذيل القرار
ما من مفرْ

بأي جناحين أنت تطيرين هاربة منه

طيري كما شئت نحو أقاصي المدى

جناحاك من طينةِ الشمعِ
الشمسُ ملء الأقاصي وما من مفر

(فدوى طوقان)
1917 - 2003
....

٢٠٠٨-٠٩-٢٢

أساطير خاصة


حينما كنت أصغر بنات العائلة وأولاد الأعمام والأخوال إما مراهقين وإما في الجامعات كنت أنظر إليهم كل يوم جمعة حين نجتمع بأندهاش ... أشكال الملابس مختلفه وأنواع الموسيقي جديده .. هم مختلفين عني .. لأنهم كبار
ولكني معهم من باب الفضول .. أستمع واستمتع رغم أني لا أفهم أحيانا كثيرة
ألتقط من إبنه خالي منير .. شريطه الأول شبابيك أعطته لي كهدية .. وناس أخرين اسمهم البي جيز .. لا أفهم منهم شئ
من أبي تعلمت فيروز ومن زوج خالتي تعلمت فريق الأبا وداليدا
ومع خالي ألتقط بحيرة البجع والدانوب الأزرق شرائط يسجلها لي من اسطواناته الخاصه... وإلي فتره قريبة كانت تلك التسجيلات صالحه للاستماع
أما هذا فكان اكتشافي أنا وحدي لم يدلني عليه أحد .. ديميس روسوس .. هذا السمين الذي جاء ليغني تحت سفح الهرم بملابسه الغريبة أرتبطت في ذهني هيئتة من الملابس و اللحيه والشعر الطويل والعيون الحيه بصور القديسين
يقولون أنه مصري ... لأأاا ... هو سكندري مثلي.. أصله مثل أصلي
كنت في الثامنه تقريبا .. أحاول فهم طلاسم الأنجليزيه التي ينطقونها ولا أفلح .. يتكلمون بسرعة ... لم نتعلم تلك الكلمات في المدرسة .. حينها كان أبي مترجمي الخاص .. ولم يمل من ذلك ابدا
ديميس هذا الرجل لم يختفي من حياتي منذ ذلك اليوم رغم سيل الأغنيات الذي غزي فتره الثمانينات .. ورغم حبي لأغاني ما قبل السبعينات التي ظلت ترافقني طوال مرحله الجامعه كنوع من الهروب من إيهاب توفيق وحنان
الأن وبعد أن نساه الكثيرين وربما لم يسمع عنه أيضا الكثيرين حين أستمع إليه أحيانا تخرج دمعه من عيني تبحث عن بشر يتكلمون هذه اللغة المنقرضة
لغه جيل كان يعطي لكل شئ حقه .. وكان يعرف معني الكلمات


HEAVENLY VOICE
Demis Roussos
Born in Egypt 1946 to ethnic Greek parents, raised in Alexandria
Best Songs:
Follow me ... Stand by me ... Tell me you love me ....
My only fascination ... Ever and forever ...
With You … Good bye my love good bye …
& Far away my favorite

There's a lucky man who'll take you faraway
faraway, so very very faraway
he will come some day
To another land he'll take you faraway
faraway, so very very faraway
this will come they say
Nobody knows, who will share
all your love pure and fair
but in your eyes I can see
that someone will be me

http://www.youtube.com/watch?v=xKnH-gF16MI&feature=related

Sometimes i feel like a little girl aboard in a spaceship heading for distant places and our captain demis is leading the way for me.... Demis is a legend and will stay a legend


...

٢٠٠٨-٠٩-١٧

القلق السرى – من عذابات شهرذاد


القلق السرى - فوزية رشيد (البحرين) إصدار دار الهلال 2000

قرية وعشيرة وجبال وأشجار ونهر ونسمات من شاطئ البحر .... رجال ونساء شباب وعجائز .. شعائر وطقوس وتقاليد..

رواية نسائية المضمون من مجتمع لا يكاد يري أن للنساء صفه غير متعة الرجل, المرأة أرض وجدت لتحرث، وليس للعقل مكان إلا مع الحكيم.

نصوص عن تفاصيل وهواجس وتساؤلات المرأة من وجهة نظر المرأة، محاولة للدفاع عن بعض وجودها أمام المجتمع.هي نظرة في عالم الأرواح تخترق قناع الوجوة لتشرح ما لا نتوقعة من قلق داخل القلوب.

في البداية تمهد الكاتبة بفصول عن الأشخاص الأساسيين في حياة شهرزاد وبعض مما أثر في تكوينها فقط ليعتاد القارئ علي ألفاظها البليغة ولغتها المنمقة .. الصفحة الواحدة تحتاج لجهد في القراءة حيث يسيطر الخيال علي كل كلمة ويدخل بالقارئ إلي عالم أشبه بالأساطير.

بتقنية السارد تحكي الرواية شهرزاد الفتاه وهي أقرب لروح هائمة فوق رؤوس البشر تحاول أن تفهم أين هي ولأين هي.. ولن يعرف القارئ أبدا في أي مرحلة هي روح أم بشر تلك التي تتكلم .. هي تدرك صعوبة اكتشاف الاجابات فتأكلها الوحدة في الأوقات بين السرد والأخر.

تعلم إن ما يحكمها الريف والتقاليد .. حيث النواميس وضعت للنساء فقط
وجدها يعلمها أن تكون الأفضل لذلك فإن عذابها من المعرفة يؤلمه أحيانا

من البداية تسأل شهرزاد " هل الوجود يحمل معني لكم ومعنى أخر لنا, وهل التضاد يعني تضادا مفتعلا في قيمة كل منا؟ لماذا سادة وعبيد حتي بين متضادين من المفترض أن الطبيعة أوجدتهما هكذا ليتكاملا, لا ليسودأحدهما الأخر؟"

هذه الفتاة الموعودة بالحكمة منذ الصبا تعري كل من حولها الأب والأم والخالة والجد وشخوص سحرية وحقيقية كثيرة ونفسها قبلهم ... تري المواقف عاريه وواضحة بدون أي مسميات هي تبحث عن اجابتها الخاصة بطرقها الخاصة حول موضوع الحرية
لنا أن نري أنفسنا في أي حاله من شخوصها ونقترح المسمي الذي نريد

الأم والخالة هما تسترجعان حينما كانتا فتاه عاشت الصبا وأحبت ولم تنعم بمن تحب فترضي بقدرها وتتعايش مع ما قسمت لها به الدنيا, هما كل أم عربية بسيطة ليس لديها الوقت أو الطاقة للتفكير والتغيير ولن تتنازل عن الاعراف مهما كلفها ذلك من طاقة ووقت.. وكل خالة يموت زوجها وتتزوج غيره لتنعم ببعض الأمان في هذا العالم ولكن قدرها دائما غير ما تتمنى.

الأب يخرج بنفسه كل يوم في المساء إلي تلك الصفية التي تعيد إلية قوة الشباب ويقتل بين يديها كل يوم ليولد من جديد تعرف أنها تساوى أكثر من حضن ألف إمرأة معا – تقول له فى قوه: هنا شراب الألهة .. لن تجده إلا في فمى - ولكن لوجوده معها شرط أن لا تطمع في أن تكون زوجة هي المعشوقة للمتعة واللذة فقط والأخرى للولد.
تحاصره مرات بصراعات الأنثى " أنت يا شيخ مسعود لا تحبني إنما تحب الجسدالزائل .. إن كنت تحبنى تزوجنى واربطني بالأبناء" ومرات باللعب علي مأزق فحولته التى أقتربت من المغادرة "شبقك انتقل إلي أيها الشرير ... بت لاأعرف النوم دونك"
هذا الأب نفسه بحياته السرية لن يقبل أشياءأ أقل من ذلك بكثير فيما بعد.

الجد ... الشخص المحورى في حياة هذه الفتاة هو من علم عقلها قيمة وسحرالتفكير.. الوحيد الذي يسمعها في عالمها ويجيب تساؤلاتها .. لا أحد يعلم هل هو ساحر أم من أولياء الله أم ملك حارس ولا أحد يعرف تاريخة البشري بالكامل له تفاصيله الخاصة ونظرتة الثاقبة
يري الجد أن المرأة عاقلة بشكل أشمل .. عقلها في الحدس الرهيب والجامع الذي تملكه ... هذا الحدس الذى يشمل العقل والقلب معا .. المرئى واللامرئي.. ويخيف الرجل.

تقول عنه هاجر إحدي نساء الرحلة "الشيخ مبروك يستمد قوانينه من البصيرة... من تلك الوشائج الخاصة بكل ما حوله" وتقول "أنه لم يفتعل قط معي رجولته لأنه يدرك أن الرجولة الحقيقية تكمن في رقته وعذوبة مشاعره تجاه من يحب ... إنه نقيض ما أراه من رجوليات زائفة"

مع رحيل الجد تذبل شهرزاد وتترهل معالم وجهها ويسكن قلبها الفراغ, ولا تربطها بالحياة سوى بضعة أحلام وذكريات.

يحين وقت الفرار مما آلت إليه وتخرج شهرزاد من بيت الأهل تقطع المسافات بغرض البحث عن الجد الذي اختفي وهي تؤمن كل الايمان أنه مازال موجودا في مكان ما لم يمت كما يقولون... وهنا تبدأ مرحلة السحر في الرواية.

تستحضر في تجوالها شخصيات متعددة من رجال ونساء تخوض معهم حوارات تقدم فيها رؤيتها المتأملة لتصرفاتهم وردود أفعالهم .

تقطع الطريق عبر غابات وحقول ونهر لتجد نفسها في بيتها مع رجل يؤكد في كل وقت أنه زوجها وتري نفسها في حياة أخري لا تعلم كيف وصلت إليها.. تحارب هذا الوجود الجديد لها محاولة أخراج الأخري من مسلمة أن البيت والفراش بمتعته هما الأصل في الوجود فتقول لذاتها الأخري: "ألا ترين أنه يسحقك في ركن ضئيل بعد أن جعلك تتركين كل شئ خلفك .. أصبحت لا ترين في الحياة إلا سواه ولا مهنة لديك سوى انتظاره" ثم تترك ذاتها وترحل لتكمل الرحله.

تقابل حالات من الصخب وحالات من السكون .. نساء ورجال يرقصون بكل طاقاتهم.

يخرج لها نموذج الرجل بين الحين والأخر خلال رحلتها يحاورها ليجتذبها مره وبالغواية مره وليرشدها مره ... ولا تعرف له كينونة فهو شئ غريب وتتسأل هل هو كائن لبس جسدا أدميا ليراها .. أو هو بشر ممن يتمتعون بطاقات خارقة.

الغجر بحكايتهم العميقة يتعاملون مع كل اصوات الطبيعة الطير والشجر والريح كل له طقوس وكلمات... معهم طقوس الغواية والزواج متشابهين تمتد لساعات وسط دوائر من النار.

أشخاص يعيشون في انفلات مطلق ... لا يعرفون معنى التحريم كما تعرفه, الخير والشر ينبعان من احتياجاتهم واحتياجات المكان الذين يعيشون فيه... هم أحرار كرياح البراري.

قبيلة نساءها أكثر حرية وهيمنه ..ومملكة أعطت للمرأه حريتها كامله في العشق والاختيار. يتبعون حكمة القدماء "نحن ننصت هنا لصوت القلب .. متي تنبض الأرض بوجيبها وترتجف ارتجافتها المشرقة التي تدلنا كيف نقاوم الأمراض والشرور.. بوابات الحكمة الخفبة لا تنفتح هكذا ..إنها تعاليم الأجداد التي تنبض فينا ونتبعها لنصل مثلهم إلا حكمتنا.. هي ذات التعاليم التى عاشت فينا آلاف السنين وأثبتت جدواها لنا"

تصاحبها في مرحلة من الرحله عجوز تري معها نماذج من البشر... تري الرجل الذى يمر علي بيت إمرأة فيكتشف فروقا جسدية بينه وبينها فيختبر تلك الفروق دون أن يدري.

تري عن بعد المرأة التي ترتدي الملابس الزاهية وتلون وجهها بالالوان الفجه وتكتشف أنها تعطى جسدها لبعض الوقت ثم يترك الرجل لها بعض المال ويخرج.

تري المرأة التي جلست وحولها الكثير من الأطفال ترش فوقهم حليب أمومتها وتقرأ معهم تعاويذ حبها وحمايتها وليس معها رجل

وأخيرا تجلس واحدة في البيت معها رجل يحيط علي أطفاله بيديه ... وتسأل كم مر من العصور حتي تتكون هذه الصورة؟ فدائما المرأة وحيدة وكل ما يهم في هذا المكان هو استمرار النوع وبقاؤه

علي باب معبد كبير راهب يذكرها بالجد تقابله يسدل عليها من حكمته وصوفيته..تسأل معه "هل بإمكاننا أن نسيطر علي الصدفة .. الحظ .. القدر .. أم مصائرنا ذائبة في المطلق ترسم لنفسها حدودا خارج ما نتوقع وما نريد؟" ويجيب "حينما ندرك ما هو سراب نقترب أكثر من الحِكمة" ويعلمها أن العالم رغم ما به من تفاهة هو أيضا ما نمتحن به لذلك علينا من البداية أن نهجر كل ما هو زائف فرحلة الإنسان الحقيقة هي ما يسكن في العمق.

يظهر أخيرا في طريقها هذا الجد الذي خرجت للبحث عنه وتدور معه علي أماكن هي كل العالم .. صديقاته القديمات وحبيباته كلهن نماذج من نساء العالم وصلن لمرحله من الرضا والسكون جعلتهن قادرات علي اصدار الحِكم والاحكام.

ثم تصادف شخصية كاترين التي تحاول الوصول الى سكينتها الداخلية من خلال الرجل.. وتعبر عن توقها الى احتضان الرجل حتى الاختراق ولكن تدينه يعترض رغباتها هو يستنكر الرضوخ للشهوات ويعاقبها لأنها مجسدة للشهوات.
هي تهرب من ذاتها إليه ..لتؤكد بشكل ملتو أن الرجل للفكرة والمرأة للرجل مثلما يقال عادة وحين ينتهى الأمر بلا سكينة من خلاله فهي سوف تبحث عن صخب أعلي من صخب نفسها تهرب إليه.

مرة أخري تقابل ذاتها في كاترين وتقول أنها اختلست أحد وجوهها.

تسير المسافات لتجد نفسها مره أخري في بيتها هذه المره هناك الأولاد.. متلفعة هى بعباءة سوداء ونقاب اسود علي وجهها.. وثلاث نساء هن شريكات في هذا الرجل .. وكلام عن مبررات التعدد في حياة الرجل وجانب أخر من علاقات الرجال بالنساء هي تستنكر بشدة وتجادل ولكن كل شئ مباح وهو حق مقدس اكتسبه من السماء طالما بالحلال و الشرع

"أنت كرجل ماذا لو كنت ضعيفاً في طبيعتك الانسانية، لماذا يلزمك دائما صورة وهمية للقوة تتستر خلفها ألأن صورة الرجل المتداولة يجب أن تكون قوية ... أنا كامرأة أعيش ضعفي بشكل اعتيادي إنما قوتي هي التي يجب أن أداريها حتي أرضيكم معشر الرجال وهذا عكس ما يحدث لكم"

الشيخ يقول أنها ممسوسة .. والطبيب يقول أنها تعاني من فصام

وهي تري أنها طبيعية هو من يريدها أن تنتمي لعالم ليست منه.

"هي الأنثي الطريدة من جهل، الواقعة بين معلومين ومجهولين، يطاردها الفناء حتي وإن كانت حواسها جميعا في ذروة الصحوة، وتطاردها اللعنة الأبدية لأنها تجاسرت وقضمت التفاحة المحرمة"

أخيرا هي تقف لتواجه الأهل.. الكثير يتعاطف معها ولكن .. لابد من نهاية فقد غادرت العشيرة إلي عالم مجهول ولا يغسل هذا العار إلا الدم ..وها هي في النهاية يظهر لها الجد مرة أخري ليمسح الدم عن جبهتها ويمضيا ليكملا الطريق.

معظم الرواية عبارة عن وصف للوحات طبيعية عن أماكن وأشخاص بلغة صعبة ..تتخللها علاقات وحوارات فلسفية قيمة عن دور المرأة في التعرف على نفسها جيدا قبل أن تفترض في الأخرين معرفتها.

٢٠٠٨-٠٩-٠١

3 ليالي


الليلة الأولى
ليست كافية وصلة من البكاء الهستيرى في أخر يوم شاق لاستخراج كل الرعب وكل الألم من الوحدة واستبدالهما بسلام
لا الكلام ولا الكتابة أعتقد أنها قد يخلقان هذا السلام
ورغم أننا في أخر الليل إلا أن الوقت المتبقي من الأن وحتي الصباح هو طويل جدا هل السبب هو الساعة الشتويه؟ .. والنهار القصير .. هل هذا ما يزيد من هذه الكآبة ؟
ربما هذا النهار القصير هو علامه علي اقتراب الشتاء ذلك الذي يضخم احساسي بالوحدة
أم أنه الكتاب الذي أقراءة؟ .. بدايته مع بداية الحرب واناس مهجرين من قريتهم .. بلا عمل وبلا أمل
هل هي حالة المرض المفاجئ السخيف التي أصابتني ومنعتني من الخروج في إجازة أخر الأسبوع ؟
هل هو صديقي الذي يبتسم ويقول أنه تقئ كل ما كان يؤلمه وكل ما كان ضاغطا علي قلبه من هموم !!
لن أبحث عن أحد يمتلك من الطاقه والوقت ما يجعله يسمعني.. فلا أستطيع أن أتقيأ في وجه أحد
ولا أستطيع أن أنزل وحدي في تلك الساعة من الليل لأتنفس هواء البحر وألمس الماء الذي قد يشفي حالتي هذة بمنتهي البساطه
فقط أدعو ان تمر الساعات بسرعة ليأتي يوم جديد حيث الحركه والناس والزحام يأخذان جزءا من هذه الوحدة

الليله الثانية
كان النهار شاقا جدا .. كل موضوعات العمل المعلقة وكل مشاوير العائلة للتسوق حانت اليوم
هذا النهار القصير سخيف .. ليس هناك أجمل من ضوء النهار
خاصه أن السماء بلا قمر هذه الايام والليل معتم
الجميل أن الكتاب ليس كئيبا وليس مقبضا كما توقعت .. بل يتحول إلي حياة حقيقية وأشخاص يتحركون حولي
أتمني أن تبقي عيناي مفتوحة لأطول وقت حتي استطيع القراءة قدر المستطاع

الليله الثالثة
اليوم هو يوم غير عادي
عائلات تتسلم صدقات رمضان كما في كل عام
جمله أسمعها لأول مره في حياتي
لا نريد كيس البلح ... نريد كيس أرز إضافي
كيلو البلح الرخيص أي الشعبي من 8 إلي 10 جنيهات .. كيلو الأرز الشعبي ب 3.5 جنيه !!!
إذا كيف ؟؟ ولا تعليق
وصلني اليوم علي تليفوني أكثر من 30 رساله تهنئة بحلول شهر رمضان
(أي حوالي 5 كيلو أرز)
يا الله ... لا أعرف كيف سأنام وكل هؤلاء لم يكونوا يريدون البلح


...