٢٠٠٨-٠٨-٢٩

أنا كل هؤلاء


عندما أتأمل نفسي وأحاول التعرف عليها كثيرا ما يصيبني التيه
هل أنا كل هذه المتناقضات؟؟
كل الطيبه وكل العنف
كل الكرم وأحيانا الحرص
هذا الذكاء الملفت للنظر .. والكثير من قصر النظر في أوقات أخري
أوقات للإبداع وساعات من السبات والغيبوبة
كثير من الحنان .. وكثير من القسوة
تفاهم في أوقات كثيرة .. وقرارات فرعونيه متجبرة في أوقات أكثر
هل أنا طبيعية مثل كل البشر .. كنت أتسأل ماهو الإنسان؟
ذلك الجسد الذي يمشي علي الأرض وتسكنه الروح؟
ولو كان فقط هكذا فلماذا ليس الأمر سهلا .. ولماذا لست واضحة أمام نفسي؟
أسئلة كثيرة لخص إجابتها أحد الأشخاص أمامي في 5 كلمات
البدن – العقل – النفس – القلب – الروح
كلمات يعرفها أبسط البسطاء.. ونستعملها جميعا كمفردات لغويه في حياتنا اليوميه .. مفردات لا علاقه لها بالدين او اللا دين هي أشياء موجوده سواء اعترفنا بخالقها أو لم نعترف, فلم نسمع عن ملحد بلا عقل أو بلا بدن أو بلا روح هي أشياء يتميز بها الإنسان مهما كان مكانه أو طريقة تفكيره

البدن: هذا الجسد الذي يأكل ويشرب ويلعب ويكبر ويشيخ, رعايته في نظافته ومتطلباته هي الطعام والشراب والنوم .. ماديا البدن هو كل شئ .. أما علميا فهو مجموعه من الأعضاء يمكن الحياه بدون الكثير منها في حالات كثيرة .. البدن يمرض ويشفي وأحسن حالته هي الصحة.
إلي حد كبير البدن هو بيت الشهوات .. حتي شهوة المال هي قبل أي شئ لسد احتياجات البدن.

العقل: ذلك الجهاز المبرمج تلقائيا بأمر من الله يدير كافه أنحاء البدن بدقة فائقة .. إشارات عصبية وكهرباء وإنزيمات ليس لنا دور في عمله ولكننا نستعمله أكثر ونستفيد منه بالثقافة والعلوم .. وبتنميه المعرفه نحسن استخدام العقل في ممارساتنا الحياتية التي تحتاج الي حسابات مادية سواء في علاقتنا بالأخر أو بالكون.

النفس: محل الفجور والتقوي .. هي ذلك الصوت الداخلي الذي يتحكم في الأفعال وردود الأفعال الإراديه .. ذلك الصوت الداخلي الذي يحركنا نحو الخير أو الشر والنفس متغيرة الحال متأرجحه بين رغباتها الفطرية ووساوس الشيطان.

القلب: محل الفقه ومحل اليقين ... مركز الاطمئنان .. يقول الله عز وجل عن أناس "تخشع قلوبهم" و " تطمئن قلوبهم" "لهم قلوب لا يفقهون بها" "علي قلوبهم غشاوة" بمعني أن هناك بشر لديهم قلوب تعينهم علي أنفسهم وبشر أخرين لا يستعملونها لمعرفه الحق من الباطل.

الروح: في جميع الديانات والأساطير أن الله خلق الانسان ونفخ فيه نفخه من روحه فدخلت فيه الحياه
وهذه المعجزة الإلهيه لا يستطيع أحد فهمها ولا تحديدها ليس هناك شكل أو لون أو سلوك تتميز به الروح .. بل هي تلك الطاقه الغامضه التي تعني الحياه للإنسان, وبخروجها لا سبيل أخر لإعادة الحياة.

حينما سمعت هذه الكلمات مجتمعة لأول مره آسرتني
وحين طبقتها علي نفسي وجدت مبررات لأفعال كثيرة لم أكن لأفهمها دون فهمي لتكويني البشري
وأكثر ما يريحني أدراكي أحيانا أنني أسير ومعي جزء من روح الله
دائما هذا الأحساس يجعلني أنسي صغائرى وهفواتي وأعبرها وعندي حسن ظن بما يجود به علي ربي
..

هناك ٤ تعليقات:

هانى زينهم يقول...

اعتقد ان الانسان ابسط من كدة كتير قوى
الحياة نفسها مش محتاجة كل التعقيد ده . الاختلاف اللى انت حاسة بيه كلنا حاسينه بس كل واحد بطريقته اقصد ان الانسان مش الة بتفكك لاجزاء وكل جزء بيأدى وظيفة الانسان وحدة متكاملة والحياة اقصر كتير قوى من اننا نقضيها فى محاولة تحليل نفسنا ..
كل سنة وانت طيبة

speaking يقول...

الإنسان أعقد من ذلك بكثير جدا
فهذا هو التبسيط
هل تعلم أن رد فعلك في بعض المواقف هو رد فعل والدك تماما؟
وهل تعلم أن حلم السقوط الذي نحلم به معظمنا أثناء النوم رغم أننا قد نكون لم نجرب السقوط في حياتنا .. هو ترسبات من الأنسان القديم حين كان يعيش في الطبيعة بغير أمان؟

الإنسان اليوم أيضا يعيش في بيئة صعبة لذلك عليه أن يفكر كيف.. ليستمر

Mmm! يقول...

نعم نحن كل هذا التناقض . انت قمة فى الطبيعية . ربما المشكلة انك تبحثين داخلك لتحاولى الوصول لـ "أنت" الحقيقية بعد مواقف معينة وفى كل مرة تجدين إنسانة مختلفة .لماذا تختلف ؟ انا أيضا لا أدرى لكن هناك دائما سبب يبدو منطقيا جدا . ربما كان قليلون من يبحثون والباقي يأخذ كل شيئ بما فيه "نفسه" كمسلم به لا يتغير .

أتمنى أن يصل كل الباحثين عن أنفسهم الحقيقية لشبه يقين عنها.

أحييك :)
وكل سنة وانت طيبة . رمضان كريم .

speaking يقول...

mmm
الله أكرم .. وكل سنه وأنت طيبه وبكل خير
لا عتاب علي من لا يجد الفرصة لمعرفه نفسه فالوقت أحيانا ضيق .. والحياة قد تجر الشخص لتفكير أكبر من تفكيره في نفسه

سلام